مِن مكتبتي …

الجماهير – المهندس باسل قس نصر الله مستشار مفتي سورية

كتاب “مُذكّرات البيت الأبيض” – جيمي كارتر – ترجمة: سناء شوقي حرب – 2012
يكتب الرئيس جيمي كارتر “1977 – 1981″، أحداث كل يومٍ قضاه في البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة الأميركية، وهو يُسلِّط الضوء على الكثير من النقاط، ويكشف أموراً عدّة من موقع مسؤوليته، ومن المهم التنويه بأن “كارتر” لَمَس الرفض الإسرائيلي لكلِّ طروحات السلام، كما أنه كان يحاول أن يمحي صورة الأميركي القبيح.

وأنا قد اخترتُ بعض ما يهمّنا في الشرق الأوسط وسورية، والكلام جاء على لسان الرئيس كارتر:

– علمتُ أن صحيفة “الواشنطن بوست” بلغها معلومات عن أن دولتنا، ولأكثر من عشرين عاماً، كان بينها وبين الملك “حسين”، عاهل الأردن، اتفاق يقضي بأن ندفع له مبلغاً معيناً من المال كل سنة مقابل معلومات استخبارية، ومقابل أن يُظهر شيوخ القبائل ولاءهم لدولتنا. تمت هذه الاتفاقية في بدايات حكم الملك “حسين” عندما كان الأردن مجرد دولة في طور التشكل.

– كنّا نُرسل إلى قوات الدفاع الإسرائيلية بعضاً من أسلحتنا الأحدث والأكثر تدميراً بما في ذلك القنابل العنقودية. وتُحظِّر قوانيننا استخدام هذه الأسلحة لأغراضٍ هجومية، وكانت تلك القوانين التي فرضتُها أنا في أيلول 1977. ومنذ ذلك الحين، تَجاهلت إسرائيل هذه القيود عندما هاجمت لبنان “1982”، وخلال الهجوم المتواصل على غزة في كانون الثاني 2009.

– قرأت على بيغن وجماعته فهمي لمواقفهم: فهم ليسوا على استعداد للانسحاب سياسياً أو عسكرياً من أي جزء من الضفة الغربية، وليسوا على استعداد لوقفِ بناء مستوطنات جديدة أو توسيع المستوطنات القائمة، وليسوا على استعداد لسحبِ المستوطنين الإسرائيليين من سيناء، ولا يسمحون – في حال بقائهم – للأمم المتحدة أو للمصريين بحمايتهم، وليسوا على استعداد للاعتراف بإن قرار الأمم المتحدة 242 ينطبق على الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أنهم ليسوا على استعداد لمنح الفلسطينيين صوتاً في تحديد مستقبلهم.

– في هجومهم على جنوب لبنان (1979)، قَتَل الإسرائيليون الآلاف من المدنيين كما شرَّدوا أكثر من مئتي الف عائلة وتركوها بلا مأوى، باستخدام القنابل العنقودية في خرقٍ سافرٍ لاتفاقنا معهم.

– قلت له (البابا يوحنا بولس الثاني – 1979) أن اليهود في بلادنا يَعتقدون أنه متحيِّز لأنه لم يذكر قط إسرائيل في خطبه فأجاب: “لقد ذكرتُ القدس.

– قررتُ أن أُزوِّد المجاهدين الأفغان بأسلحة سوفييتية الصنع حتى لا يظهر أنها تأتي منا. كانت الأسلحة السوفييتية متوفرة في كثير من البلاد، ولكننا اشتريناها من الباكستان ومصر والسعودية.

– جميع العرب يهتمون أكثر بعدم استطاعتهم الوصول إلى الأماكن المقدسة في القدس الشرقية أكثر من اهتمامهم بالضفة الغربية وغزة أو أي منطقة أخرى.

– أخطأتِ الولايات المتحدة أيضاً في حملها مسؤولية فريدة ولا منازع فيها: التوسّط لإحلال اتفاقية سلام بين إسرائيل وجيرانها. وهذا الفشل واحد من الأسباب الأكثر وضوحاً لتعميق عداءِ العالم العربي لنا، وسبب جذري لكثير من الأعمال الإرهابية الدينية.
رقم العدد ١٦٢٨٤

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار