الجماهير / وفاء شربتجي
تقع ساحة الفستق في المدينة القديمة ، وتمتاز بسقفها ذي الأقواس الجميلة .
لقد تضررت ساحة الفستق ، كذلك خان القصابية، وقيصرية الجلبي بفعل الإرهابيين عام 2013 م ، ويتفاوت نسبة الضرر فيها مابين جزئي وكبير .
انطلق مشروع ترميم سوق الفستق الذي يربط سوق السقطية بسوق خان الحرير أو ما يسمى بالمجيدية باتجاه الشارع العام المؤدي إلى الجامع الكبير ومنه إلى القلعة .
و ضمن ورش الإعمار ، بينت المهندسة “لولوه خربوطلي” التي تعمل ضمن مؤسسة الأغا خان الثقافية ، عن هذا المشروع قائلة :
” تلك الأعمال التي تتم حاليا تندرج تحت اتفاقية وقعت بين الفريق الوطني المؤلف من وزارة الثقافة ، والمديرية العامة للآثار والمتاحف ، والمحافظة ، والأمانة السورية للتنمية ، مع مؤسسة الأغا خان الثقافية ، التي أنهت عملها من سوق المجيدية أو ما يسمى بسوق خان الحرير ، والسقطية .
والآن تعمل على تأهيل تلك الساحة التي تربط بينهما ليصبح الطريق سهلا واضحا إلى الشارع الرئيسي المؤدي إلى الجامع الكبير والقلعة .
كما أضاف المهندس المشرف أيضا على الموقع ” علي الخطيب ” قائلا :
” إن مؤسسة الأغا خان تعمل على إعادة تأهيل تلك الساحة العريقة ، وذلك من خلال ترميم الواجهات الحجرية ، وإعادة تكحيلها بالمونة التقليدية الكلسية، واستبدال الفاقد من الأحجار ، هذا ما يتطلب إشرافنا المستمر على سير وتنفيذ العمل ، وفق المواصفات والمعايير الموضوعة بالدراسة الفنية للمشروع .
وأضاف السيد “طارق سراج” المسؤول الإداري لمكتب حلب ، لمؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية قائلا :
” إن مهمة الجهات الخدمية المختصة ، تأمين تنفيذ وصيانة البنية التحتية و تأمين الكهرباء والماء والهاتف وأبراج شبكات الخليوي غير المتوفرة حاليا .
حاليا تقوم خيرة من السواعد الوطنية بتنفيذ هذا العمل على أرض الواقع ، بإشراف خبرات دولية ، وفق أعلى مقاييس التأهيل والترميم .
أما التمويل والدراسة والإشراف والتنفيذ هو لمؤسسة الأغا خان الثقافية .
وأضاف أن مدة العمل هي ستة أشهر بدأت من بداية هذا العام 2021 .
وتتضمن الاتفاقية الموقعة بين الطرفين ، تنظيف الواجهات الحجرية ، وإزالة التشوهات والمخالفات السابقة ، واستبدال الفاقد من الأحجار ، وتأهيل واجهات المحال التجارية ، وتركيب الأبواب الخشبية ، وترميم واجهة خان القصابية ، وواجهة قيسرية الجلبي ، المطلتان على ساحة الفستق .
تعد تلك الساحة من أقدم الساحات التي تشتهر ببيع الفستق الحلبي ، الذي ارتبط اسمه باسم مدينة حلب .
وعلى مدى الزمن تغيرت وسائل نقل الفستق الحلبي ، كما تغيرت أسعاره ، لكن الذكريات الجميلة مازالت تعبق بالمكان .
لساحة الفستق تفرعات عدة ،منها مايؤدي إلى حي العقبة ، ومنها مايؤدي إلى سوق باب إنطاكية ، وإلى سوق السقطية الشهير ، وإلى سوق الجلوم المتفرع عنه طرف اليسار سوق الجمرك وخان الجمرك ..
تحوي ساحة الفستق على 12 محلا تجاريا ، جميعها يبيع الفستق الحلبي والمكسرات ، إضافة إلى محلين لبيع البن .
كما تتصدر الساحة 6 محلات من طرفي قيسرية الجلبي ، وبذلك يكتمل عدد المحلات ضمن تلك الساحة إلى 18 محلا تجاريا .
كانت تلك الساحة سابقا تعج بالتجار ، وأعمال البيع والشراء ، أي مايسمى بالمزاد .
تعد مدينة حلب هي المصدّر الأساسي لمحافظات القطر ، كما تصدّر أيضا للأردن ولبنان ودول الخليج .
وإلى جوار تلك الساحة يقع /خان القصابية / أو مايدعى بخان أبرك .
يقع في محلة جب أسد الله ، بناه نائب قلعة حلب الأمير أبرك الأشرفي .. في عهد سلطان المماليك قانصوه الغوري عام 916 هجري 1510 ميلادي .
له واجهة مزخرفة جميلة ، وباب معدني نقش عليه كتابات تؤرخ بناءه ، كتب على بابه – أنشأ هذا الخان المبارك في أيام مولانا السلطان الملك الأشرف أبي النصر قانصوه الغوري عز نصره .. الخ . –
وكانت رغبته أن يكون وقفا على أبناء السبيل ، ولم يتم للواقف ما أراد ، فإن غرفه وخلواته الآن يملكها الناس ويبتاعون من بعضهم .
يعود بناء هذا الخان للعهد المملوكي ، فقد كان سابقا مذبحا للمواشي ، ثم تحول بعد ذلك إلى سوق لبيع الخيش ، ثم أصبح مخصصا لبيع كافة الأقمشة .
يحوي هذا الخان على فسحة أرضية تضم 30 محلا أرضيا ، وعشرة محلات علوية تستخدم كمستودعات ، وملحق داخلي ، يستخدم كإسطبل لمبيت المواشي ، كما يحوي هذا الخان بداخله على جامع يدعى خان القصابية .
اما قيسرية الجلبي فتقع ، داخل ساحة الفستق ، أمام خان القصابية وتحوي على فسحة أرضية ، بداخلها حوالي 15 محلا تجاريا في الأسفل وحوالي العشرة محلات في الطابق العلوي و سميت بالجلبي ، نسبة إلى مالكها من عائلة الجلبي .
رقم العدد ١٦٢٨٥