“مِن مكتبتي ..”

الجماهير / المهندس باسل قس نصر الله مستشار مفتي سورية

الحرب الكبرى تحت ذريعة الحضارة “الجزء الثاني: الإبادة” – الكاتب روبرت فيسك – ترجمة عاطف المولى وآخرون – عام 2006

مع الجزء الثاني من هذه المجموعة تكتشف بأن “روبرت فيسك” متماسك الأفكار الى الحدود القصوى، ويشير الى أنّ اليدَ الخفية واحدة، والخيوط مربوطة بذكاءٍ لتَحريك الأحداث في مناطق قد تبعد إحداها عن الأخرى آلاف الأميال، وهو في الجزء الثاني يتحدث عن محاور متعددة منها:
– يتحدث مع مسن أرمني حول المجازر التي مورست عليهم وحول القبور الجماعية.
– فظائع حرب إسرائيل على الشعب الفلسطيني.
– عرّج على مشكلة استقلال الجزائر عن فرنسا والسنوات التي تلتها حتى الحرب الداخلية التي شنّتها الفصائل وقوى الإسلام السياسي.
– يضيف معطيات وإضاءات على الحرب الأميركية على العراق.

اخترت مقاطع مما أعتقد أنه يجب معرفتها:

– في بتليس “1915”، أغرق الأتراك أكثر من 900 إمرأة في نهر دجلة. كما جَرَت مذبحة كانت من الضخامة بحيث شكّلت آلاف الجثث سدّاً على نهر الفرات قرب قرية إرزنجان، وجعلت النهر يغير مجراه لمسافة مئة متر .

– لم يكن مصير الأكراد الذين بطشوا بقسوة في إبادة الأرمن (1915)، أفضل من مصير الأرمن، إذ أن الحماس لإقامة دولة كردية تحميها بريطانيا، وتكون منطقة عازلة بين تركيا وايران والعراق، خَمَد عندما قرّرت بريطانيا أن تكسب الراي العام العربي في العراق ببقاء المناطق الكردية ضمن الدولة العراقية.

– عندما تَجرأ البابا “يوحنا بولس الثاني” أن يُشير الى “الإبادة الأرمنية، التي كانت مُقدِّمة لفظائع مستقبلية”، لقَّبَته جريدة “مِلّيّيت” التركية على صفحتها الاولى بما يلي: “البابا مُصاب بِخَرف كِبَر السِن”.

– كان البريطانيون – الذين بُهروا بمكانة عائلته “الحاج امين الحسيني” وموقفه القومي بين العرب الفلسطينيين – هم الذين هندسوا انتخابه لمركز المفتي الأكبر.

– عاد الحاج أمين (الحسيني مفتي القدس الاكبر) الى برلين، وسافر الى “اوبرسالزبورغ” ثم طلب اللجوء الى سويسرا المحايدة فرُدّ طلبه، فاستسلم الى الفرنسيين، الذين حبسوه فترة في باريس، قبل ان يُدبّروا هربه على متن طائرةٍ حربية أميركية الى القاهرة، باسم مستعار، ومن دون معرفة الأميركيين .

– بعد سنتين من وفاته (الحاج أمين الحسيني مفتي القدس الأكبر) في عام 1974، اقتحمت ميليشيا الكتائب اللبنانية دارته الفارغة، وسرقت ملفّاته ومذكراته – وهناك إشاعة في بيروت تقول إنها بحوزة الإسرائيليين الآن –

– لم يُشر لويد جورج (رئيس وزراء بريطانيا) في مذكراته الى تصريح بلفور (سوى بأنه) مكافأة العالِم البارز “حاييم وايزمان” للعمل الذي قام به حول “الاسيتون”، العنصر الكيميائي الضروري لصنع متفجرات “كوردايت CORDITE”

– عندما كان البريطانيون يحكمون فلسطين (1923)، والفرنسيون يحكمون دولة لبنان الجديدة التي أُنشئت برعايتهم. اتفقت القوتان الامبرياليتان على تغيير خط الحدود قليلا لصالحهما. فقررت باريس ان تتخلى للندن عن أميال مربعة قليلة من لبنان – فتوسّع الإنتداب البريطاني قليلاً الى الشمال ليستوعب القرى السبع (صلحا – الناعمة – الزوق – ترشيحا – الخالصة – الكتيّة – اللقاس) … سُلِّمت لقاء اتفاقية عُقدت مع شركة فرنسية من أجل تجفيف مستنقعاتٍ في المنطقة للإستعمال التجاري. قد سُميت في ذلك الزمن “اتفاقية حسن الجوار”
– عندما يَقتل الفلسطينيون الإسرائيليين، نَعتبر القتلة شريرين، ولكن عندما يَذبح الإسرائيليون الفلسطينيين، تَعتبر أميركا وسائر البلدان الغربية انه يمكن النظر عملياً الى هذه الجرائم بصفتها مآسي، وسوء تفاهم، أو من عمل افرادٍ مجانين .

– بين توقيع اتفاق اوسلو عام 1993، وشهر آذار 1998، دمّرت جرارات اسرائيل 629 بيتاً، منها 535 بيتا في الضفة الغربية و 94 بيتا في القدس، ثلثها خلال حكم حزب العمل والباقي تحت حكم الليكود

– (اسحق رابين) هو الذي احتل الضفة الغربية، عندما كان رئيساً للأركان عام 1967 … وعندما كان رئيساً للوزراء، سمح للجنود الاسرائيليين بأن يكسروا عظام المتظاهرين الفلسطينيين، تلك الممارسة التي استمرت حتى قام مصور إسرائيلي بأخذ لقطة تُظهر الجنود الإسرائيليين يكسرون ساقي أسير فلسطيني.

– كانت طرائق التعذيب لدى الإسرائيليين تشمل “الشابح”، “أي الحرمان من النوم مع التقييد في أوضاع مؤلمة وتغطية الرأس والرقبة”، و”الغمباز” GAMBAZ “الإلزام بجلوس القرفصاء لأكثر من ساعتين”، و”التلتول” TILTUL، “أي الهزّ العنيف الذي سبق أن قَتَل أحد الأسرى الفلسطينيين”، و”الخزانة” ي “الحبس في خزانة”. وتشمل طرائق التعذيب الأخرى الضرب، والضغط على الأعضاء التناسلية، والتعرض للحر والبرد.

– عندما ذهب الإسرائيليون وراء أبو جهاد – خليل الوزير – في تونس عام 1988، استخدموا حوالي 4 آلاف رجل لاغتياله. فقد كانت هناك طائرة “اواكس” فوق تونس، وسفينتان حربيتان في المتوسط وطائرة “بوينغ 707” للتزود بالوقود وحوالي اربعين رجلاً للنزول الى الشاطىء ومحاصرة منزل نائب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، وأربعة رجال وضابط لقتل ضحيتهم .

– عندما طلب الأمين العام للأمم المتحدة “بطرس بطرس غالي” من مستشاره العسكري اللواء الهولندي فرانكلين “فان كابين”، أن يقوم بإستقصاء حول المجزرة الإسرائيلية التي قضت على 106 لاجئين لبنانيين في قاعدة الأمم المتحدة في “قانا” بجنوب لبنان عام 1996، انتقدت جريدة موالية لإسرائيل هذا القرار وأدانته على أساس أن “فان كابين” هو من بلد سلّم اليهود الى النازيين في الحرب العالمية الثانية. ولكن عندما عُيِّن (دنيس روس) رئيس لجنة آيباك “AIPAC” اليهودية في أميركا كمفاوض أول في قضية السلام بين الفلسطينيين والأسرائيليين، لم تجرِ مساءلةً حول ذلك.

– وصف رئيس الأركان الإسرائيلي رفاييل ايتان الفلسطينيين “بالصراصير في وعاء من زجاج”. ونعتهم مناحيم بيغين “بالحيوانات من ذوات القدمين”. أما رئيس حزب شاس، الذي قال أن على الله إرسال “النمل الفلسطيني الى جهنم، فوصفه أيضاً بالأفاعي”. وفي آب 2000 وصفهم (ايهود) باراك “بالتماسيح”. ووصفهم رئيس الأركان الإسرائيلي موشي يعالون “بالظاهرة السرطانية” .

– غيّرت الحكومة البلجيكية قانونها، وأسقطت اتهامات جوهرية ضد (رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل) شارون – بعد زيارة لوزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد الى بروكسل، وهو الرجل الذي أشار بشكل بارز يوم 16 آب 2002 الى سيطرة الاسرائيليين على “ما يُسمى الأراضي المحتلة” التي كانت “حصيلة حرب ربحوها”. وهدد رامسفيلد بأن مقر قيادة الناتو سوف يُسحب من الأراضي البلجيكية إذا لم يسحب البلجيكيون الاتهامات ضد شارون.

– قدرت جماعة حقوق الإنسان الإسرائيلية B’TSELEM أنه بين عام 1987 وايار 2003، قُتل 3650 فلسطينياً و 1142 إسرائيلياً، ووصل عدد القتلى ككل الى 4792 … وفي عام 1993، قُتل 232 طفلاً فلسطينياً تتراوح أعمارهم بين ست عشرة سنة وأقل خلال الإنتفاضة الأولى. وخلال 12 شهراً تنتهي يوم 30 أيلول 2002، قُتل 250 طفلا فلسطينياً و 72 طفلا إسرائيلياً .

– في باريس مات الجزائريون بالمئات عندما احتجوا في تشرين الاول 1961 على حظر التجول الليلي الذي فرضته عليهم الشرطة. وهاجم رجال الشرطة الفرنسيين بوحشية المتظاهرين وقتلوا إكثر من ثلاث مئة منهم، القيت جُثثهم في اليوم التالي في نهر السين .

– في حزيران وآب 1980 اعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة ضم إسرائيل للقدس باطلاً وغير قانوني وفق القانون الدولي. وفي كانون الأول 1981، أعلن مجلس الأمن ضم إسرائيل لهضبة الجولان السورية باطلاً وغير قانوني، وفق القانون الدولي .

– رسالة الملك فهد بن عبد العزيز ملك السعودية عام 1990 الى الرئيس العراقي صدام حسين: “قلت في رسالتك إننا حوّلنا لك فقط 11.53 مليون دولار مساهمة في اعادة بناء البصرة، اضافة الى مليون دينار قيمة معدات لإعادة بناء الفاو. لكننا نرغب في توضيح الحقائق يا حاكم العراق، حولت المملكة لبلادك 25734469885.80 دولار، اي حوالي 26 مليار دولار” .
رقم العدد ١٦٢٩٨

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار