الممارسات المسيئة للخشبيات في حلب القديمة .. هل تلتفت الجهات المعنية إليها عند الترميم أم يقتصر اهتمامها على الأعمال الحجرية…؟؟

 

الجماهير – عتاب ضويحي

أقامت جمعية العاديات محاضرة بعنوان “الخشبيات في حلب القديمة” للمهندس المعماري محمد نبهان قدم فيها شرحاً تفصيلياً عن الخشبيات من أبواب ونوافذ وأسقف وكتبيات وغيرها مما كان مستخدماً في الفن المعماري لحلب القديمة.
بداية تحدث النبهان عن حجم الدمار الذي ألحقته الحرب بالمباني في المدينة القديمة ، مما أفقدها جزءاً لايستهان به من الخشبيات، وأرجع المحاضر أوجه التعامل مع الخشبيات لأمرين اثنين :
-إما أن لايكون هناك متابعة هندسية وإما لايوجد إدراك فني هندسي لتفاصيل ودقائق المكونات الخشبية مع المتابعة، وعدم إدراك الجهات المعنية عند الترميم لطبيعة الخشبيات واقتصارها على الأمور الإدارية والأعمال الحجرية.
السبب الثاني عدم دراية العنصر المهني المختص بالتفاصيل التراثية، حتى وإن كان من أمهر أصحاب المهنة إذ أن للخشبيات في المدينة القديمة خصوصية.


ولفت المحاضر إلى الممارسات المسيئة للخشبيات القديمة ويخشى أن تصبح منهجاً للأجيال القادمة من أهمها :
استبدال خشبيات مبنى كامل بأخرى لاتمت لها بصلة تراثياً، تغيير السماكات والمقاطع المستعملة وطريقة التصنيع من تلسين وحدف وجمع قضبان، والتهاون باستبدال الأبواب الخشبية المصفحة بالصاج بأخرى حديدية.
ومن أهم العناصر الخشبية في المدينة القديمة حسب ماذكر النبهان هي الأبواب الخشبية المغطاة بالصفيح وتختلف سماكتها حسب حاجة تفصيلها، وطريقة تثبيتها وآلية حركتها ودورانها والزخارف الفنية لكل باب والتي لاتشبه بعضها البعض.
أيضاً هناك الكتبيات التي لايخلو بيت حلبي قديم منها إذ اختلفت طرق المعالجة والغنى الزخرفي حسب أهمية وغنى الدار، إلى جانب كسوات القاعات الخشبية التي اجتمعت فيها عدة اختصاصات من صناعة الخشب إلى الزخارف الخشبية والدهان الدمشقي المزهر والكتابات والآيات القرآنية وأعمال الحفر والمقرنصات. إضافة للأكشاك والمحاريب والمنابر الخشبية والنوافذ وغيرها.


وبعد تسليط الضوء على العديد من المكونات الخشبية للمباني القديمة وعلى جمالية وأهمية الأعمال الخشبية، فقدنا منها مافقدنا، وأزيل منها ما أزيل واستبدلت بأخرى فاقدة للروح.. ختم المحاضر بدعوته للاهتمام بذاك الإرث التاريخي الذي لم يكن اعتباطياً يوماً بل كان مدروساً في أدق تفاصيله، وعلينا أن نعطيه من الرعاية مايستحقه، وإعادة إحياء مهن تراثية ذات صلة بتلك الخشبيات.
تصوير هايك أورفليان.
رقم العدد ١٦٣٠٧

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار