الطفل” بشار ” ..من مريض توحد الى عبقري في الرياضيات ويعرف جذر الأرقام بدون استخدام الآلة الحاسبة

الجماهير/ آلاء الشهابي

الأم هي ذاك الحضن الذي نلجأ له جميعاً عند مواجهة المصاعب والمشاكل والمتاعب، “أم بشار” ذات القلب الكبير عندما سمعت بإصابة ابنها باضطراب طيف التوحد وجدت نفسها أمام خيارين إما أن تكون أم سلبية، وإما تمارس دورها الحقيقي كأم.
كان عمر ابنها عاماً ونصف العام عندما بدأت تلاحظ عليه تكرار الحركات، وعدم النظر المباشر لها، ولا يستجيب عندما تناديه باسمه، كما لا يستطيع التواصل مع المحيط، فقررت أن تأخذه إلى الطبيب، وهنا بدأت الآراء والمقترحات بعضهم قال:” بكرا بيحكي ما تأكلِ هم”، والبعض قال:”ابنك ملبوس لازم يروح عند شيخ بتحسن”، لم تصغ لأحد واتبعت حدثها، سألت الطبيب: ما الخطوة القادمة؟
أخبرها:” ابنك بحاجة لجلسات نطق ونظام غذائي يحوي على الجوز واليقطين والعسل بعيداً عن الحلويات والمواد الحافظة”.
بدأت معه بالجلسات ولكن لم تلاحظ التحسن الذي يذكر نظراً لمحدودية وقت الجلسة، فتعلمت طريقة المختص وطورتها بالحب والعطف والحنان، واعتمدت على وسائل بسيطة من صنع يديها، وسخرت وقتها لتعليمه، فلم تعد بحاجة لجلسات ولم تقبل بأخذه إلى جمعيات ومارست دورها كأم قالت لي:” لا أحد يفهم على ابني مثلي، ولا أحد يعطي من وقته مثلي، أنا أحضرته على هذه الدنيا، وأنا من سيجعله يتأقلم مع هذا العالم”.
تابعت حديثها:” في البداية لم يكن يسمح لي بعناقه أو تقبيله أو حتى بالغناء له مثل باقي الأطفال، وهذا أصعب شعور من الممكن أن تشعر به أي أم في العالم، والآن وصلت إلى مرحلة بدأ هو من يطلب هذه الأمور، أصبح في الصف التاسع من الناجحين دراسياً واجتماعياً، عبقري في الرياضيات يضرب الأعداد بسرعة كبيرة، ويعرف جذر الأرقام أيضاً بدون استخدام الآلة الحاسبة، يسعد بوجود الناس، ويعبر عما يجول في نفسه، ولكن لم يكن يوماً الطريق سهلاً بل عشت معه كل تفاصيل حياته، استغرب من الأمهات عندما يقولوا :” كبروا الأولاد وما حسينا فيهم”، شعرت بكل ثانية معه وبكل دقيقة، واتذكر اللحظات السعيدة والحزينة، ولحظات الأمل واليأس”.
_ على سيرة اليأس… كل أم تمر بلحظات ضعف كيف استطعتِ تجاوز لحظات اليأس؟
من العادات التي اعتمدت عليها أن أصور جميع لحظات النجاح والتطور التي نصل لها، وعندما أشعر بأن اليأس والإحباط بدأ يتسلل إلى نفسي انظر إلى بشار كيف كان وكيف صار، وأيضاً كنت ابتعد عن الأشخاص السلبيين وأقترب من الإيجابيين الذين يشجعون خطواتي كلها”.
_ لقد سمعت أنكِ تساعدِ كل من يطلب منك المساعدة بدون مقابل.
” طبعاً، ولما لا. كنتُ أكثر أم تحتاج إلى مساعدة في فترة من الفترات، كنتُ بحاجة إلى الدعم والمساعدة في معرفة أول خطوة في تربية طفل مميز، فلماذا لا أختصر عليهم الطريق، ولكن الدور الأكبر عليهم كأمهات هن من يعرفن أولادهم أكثر مني”
_ في النهاية نصيحة نقدمها لمن تملك طفل مميز مثلك.
” سوف أوجه نصيحتي إلى كل الأمهات بدون استثناء، أحبوا أولادكم، امنحوهم العطف والحنان والوقت، استمتعوا بكل لحظة معهم، وبالنهاية مثل ما بدنا نزرع بدنا نحصد، والأرض بعمرها ما بتربي، أنتِ إلي بدك تربي”.
رقم العدد 16310

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار