الجماهير – رويدا غنوم
أقام النادي العربي الفلسطيني واتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين بالتعاون مع الجمعية الفلكية السورية بحلب ندوة علمية فلكية بعنوان (بروج السماء بين الحقيقة والخيال) في مقر النادي العربي الفلسطيني بحلب، قدمها رئيس الجمعية الفلكية السورية المهندس مجد الصاري وأدارها الشاعر محمود علي السعيد.
عرض الصاري محاضرته مدعمة بالصور والخرائط ومما قال فيها : إن الإمبراطورية البابلية تميزت عن غيرها من الممالك بما قدمته للبشرية من اختراعات في كل ميادين الحياة إذ أبدعوا في علم الفلك، فمن المعروف أن البابليين قد وضعوا الأسس لهذا العلم الذي كان مدموجا بالتنجيم ، ولم يتم الفصل بينهما إلا مع بداية الحضارة العربية الإسلامية التي نفت التنجيم وحرمته، وشجعت على علم الفلك. مبينا أن من أبرز علماء الحضارة الإسلامية المهتمين بعلم الفلك هو أبو الريحان البيروني الذي أبدع في هذا العلم وميزه عن التنجيم وقد ألف كتابا بعنوان (التفهيم لأوائل صناعة التنجيم) شرح فيه مسألة تقسيم البروج إلى (هوائي- وترابي- وناري- ومائي ) بأنها موضوعة بشكل اعتباطي، وكذلك باقي المسائل المتعلقة بالتنجيم .
فيما عالم آخر يدعى عبد الرحمن الصوفي صنف بروج السماء وقدم موسوعة اسمها (صور الكواكب الثمانية والأربعين) ،ولكن الاكتشاف الأهم بحسب قول الصاري هو الخريطة المتكاملة للسماء المكتشفة في مكتبة آشور بانيبال في نينوى . وهي مقسمة إلى ثمانية أقسام متساوية، في كل قسم يوجد نقاط وبين هذه النقاط رسمت خطوط. حجم النقطة يعطي قدر ذلك النجم والتوصيلات الموجودة بين النجوم تحدد البرج أو المجموعة النجمية ،مؤكدا بأنه إلى وقتنا الحاضر ترسم تلك الخرائط السماوية بهذا الأسلوب.
ومن الأشياء المهمة التي بينها الصاري خلال المحاضرة هو أن البابليين هم من قسموا أيضاً دائرة فلك البروج والتي هي المسار الظاهري للشمس إلى 12 برجا المعروفة اليوم ، وأعطوا لكل برج اسمه ومازالت تلك الأسماء إلى وقتنا الحالي متداولة ..
وأوضح الصاري في حديثه أن الإنسان بطبيعته يحب أن يعرف ما يخبئه له المستقبل لذلك يلجأ إلى الأسطورة ، بينما في العصور الحديثة بعد اختراع التلسكوب استطاع اكتشاف حقائق عن علم الفلك، وبالرغم من ذلك ما زال تأثير الأبراج مستمر، فانتقل إلى طرح السؤال الأهم الذي كان أساس وجوهر محاضرته: هل للأبراج تأثير على الإنسان؟ مجيبا عليه ، من خلال إيضاح عدة مسائل أساسية عرضها متبعاً الأسلوب العلمي، والذي يؤكد أن كل ما يتحدث عنه المنجمون من تقسيم الناس إلى بروج هي تقسيمات خاطئة فبالأساس البروج غير متساوية بالطول لذلك هذه التقسيمات لا تمت للعلم بصلة.
و بناء على كل ما ذكره أكد في النهاية أنه من غير المنطقي أن يكون لتلك التشكيلات النجمية أي تأثير على الإنسان وكل ما يقال حول الطالع الحسن و الطالع السيئ و الطبع الناري أو المائي وتلك الادعائات التي يطلقها المنجمون ما هي إلا من نسج الخيال ونقلاً لأساطير الأولين.
و اختتمت الندوة بعدة أسئلة قد طرحها الحضور على الصاري حول الحجامة وبعض الظواهر الطبيعية أجاب عليها موضحاً كل الاستفسارات مصححاً الأغلاط، والاعتقادات، مستبعدا كل شيء اسمه خرافة.
رقم العدد ١٦٣٣٠