الجماهير / محمود جنيد
لا نريد وبعد الخسارة الجديدة أمام حطين تحت قيادة المدرب البرازيلي الجديد، أن نثقل على فريق و لاعبي الاتحاد الذين وجهت لهم رسائل كثيرة من جمهور ومحبي الناديين وآخرها رسالة معبرة من تحت الماء لغواص “أهلاوي” عرض فيها قميص الفريق الأول لكرة القدم حاملا شعار النادي الذي لا حدود لمكانته ورمزيته.
لكن تلك الخسارة أعادت لأذهاننا ذلك الموقف الذي عقدت فيه المقاربة الواقعية التي تحدد الفكرة و تقرب المعنى، عندما التقينا برجل مسن ثمانيني يسعى بحركة متثاقلة متكئاً على عكازه ، بين بوابة منصة ملعب الحمدانية و المدخل المؤدي لغرف الإعلاميين قبل لقاء الفريق في الجولة قبل الفائتة مع الوثبة بحلب، مستجدياً الولوج إلى الملعب رغم معرفته بالإجراءات الاحترازية المطبقة و التعاميم الرسمية التي تمنع حضور الجمهور، إلا أن إصراره الشيخ “الأهلاوي ” اللافت، أوصله إلى مبتغاه، ودخل رفقتنا إلى الملعب، ليجري حوار ودي بيننا، أفصح لنا خلاله بأن “سوسة” كرة القدم ونادي الاتحاد، أصبحت بالنسبة له أسلوب حياة أدمنه منذ تأسيس النادي الذي عاصره، وكانت أول مباراة حضرها على الطبيعة جمعت الأهلي مع غازي وفا زبها الأهلي بصعوبة بثلاثة أهداف لهدفين، و تنهد العم “عمر حومد ” كما عرفنا عن نفسه و الذي قضى ثلاثة أرباع عمره مواكباً لكرة الاتحاد وملاحقاً لفرقها في حلها وترحالها، ونفخ نفخة تطبخ طبخة كما يقال، وهو يسرد المقارنة بين أيام الأهلي زمان ، أيام العشق الفطري و الولاء الحقيقي و الكرة على حبتها ، و العطاء اللامتناهي دون مقابل، فقط حباً بالأهلي، و الزمن الحالي زمن الاحتراف المنحرف، و اللاعبين الفاقدين بمعظمهم (ليس الجميع) لروح القميص، و الغيرية و الحس بالمسؤولية على حد قوله، حتى التصقت صفة المحترف بالبعض الذي ليس له منها أي نصيب.
مرة أخرى نؤكد بأن الغرض من طرح هذه المقاربة، وعلى لسان عاشق متيم بالكيان الأهلاوي ومتابع للنادي منذ فجر النشأة الأولى ، هو من باب لفت نظر لاعبي جيل الاحتراف كيف أصبحوا بنظر كبار العشاق الغيورين المنزهين عن درن الغايات او المصالح الضيقة المتشابكة مع التيار الفلاني أو الشخص العلاني، وهم الذين حفيت أقدامهم وهم يجرون خلف النادي وفرقه، مع مراعاة وجود الاستثناءات و حفظ الفوارق بين زمان أول الذي تحول، وزماننا هذا وظروفه..!!
رقم العدد 16337