ميادة بسيليس .. وداعا”

 

● الإعلامية ماجدة زنبقة

كما هي قلعة حلب تقف شامخة وسط مدينة حلب
هكذا هي ميادة بسيليس – وبدون ألقاب – تقف شامخة كعادتها كقلعة حلب وعلى مسرح قلعة حلب – المكان الذي قابلتها فيه للمرة الأولى شخصياً – وعلى مسارح دور الأوبرا , وفي مسارح عالمية متعددة .. تقف بسمو ورفعة وثقة لتصدح بصوتها الملائكي بتسابيح الملكوت وأغاني التراث وكلمات الحب .. وبصوت عالي الجودة ككل ماقدمته وتقدمه حلب.. تقف كواحدة من أهم من غنى وأطرب ورفعنا الى أعالي السماء .. مع كل ترنيمة ومع كل صلاة .. ومع كل أغنية وكل موال .. ومع كل تيتر لمسلسل تابعناه ..
ميادة بسيليس بعناصر سورية خالصة – ابتداء من الكلمة واللحن والإحساس الراقي والشغف – تنجح في أن تخلق من جديد للهجة السورية تواجداً وروحاً حية , من خلال أغان جميلة عذبة سلسة ..
وبذلك استطاعت الأغنية السورية أن تأخذ لنفسها مكانة متميزة في قلوب السوريين وتستعيد أمجادها القديمة وماضيها العريق , يوم كانت الأغنية السورية هي رفيقة الصباح والمساء عبر إذاعة دمشق , تؤرخ لزمن جميل رافق طفولتنا وجميل ذكرياتنا .. لتكون ميادة بسيليس أول من يحمل لقب سيدة الأغنية السورية .. وسفيرة الحب والجمال .
وهاهي الاغنية السورية وبدون استئذان تحتل القلوب .. بكلمات سورية محكية بسيطة من مفرداتنا اليومية .. وحروف يفهم أبعادها الكبير والصغير.. فقد شكلت ثلاثياً بديعاً مع رفيق الدرب الملحن والمايسترو سمير كويفاتي والمميز سمير طحان .. وهو فريق شكل حقيقة حالة إبداعية خاصة لها بصمتها التي تميزها .. ولها حضورها على الساحة الفنية السورية والعربية .
فبعد أن ملأ القلوب العفن من كل ماهو مبتذل وكل ماهو ( عادي ) .. دخلت الوجدان أغان (غير عادية ) .. أغان حملتها للمتلقي كهدية هذه الفنانة جميلة الروح بصوت شجي .. وصوت ملائكي ساحر , ولكنه يحمل من عنفوان وقوة الأنثى الكثير .. لتعلن / يا أرض اشتدي اشتدي .. ماحدا قدي / …
نعم ( ماحدا قدك ) – سيدتي الجميلة – بمكانتك .. بقيمتك ..
بلطفك وتواضعك ورقي شخصك .. بإيمانك .. ووداعتك .
( ماحدا قدك ) .. بمحبة السوريين
بمحبة الناس كل الناس .. لفنك الراقي الرفيع ..
بقيمتك الفنية الكبيرة كصفحة ناصعة البياض من فننا السوري .. وكأيقونة سورية بأصالة النكهة الحلبية .. وكحافظة لإرث السوريين من الأغنيات التي ستبقى خالدة ببساطتها وقربها .. وملامستها لشغاف القلب والوجدان وبأصالتها ..
والأصالة لاتموت ..
الأصالة خالدة .. تعيش لتبقى موغلة في أعماق النفس , كموروث ثقافي سيبقى في أرشيف ذاكرة السوريين دائماً نحمله معنا للأجيال القادمة ..
فالإبداع لايموت…
وبصمة الإبداع التي تركتها – ابنة حلب – لن تموت ..
وهذا هو عزاؤنا الوحيد .
رقم العدد ١٦٣٥٠

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار