ما الذي طلبته الراحلة #ميادة_بسيليس قبل ساعات مِن وفاتها..؟!! ، سطورٌ من الرثاء بأقلام مُحبيها..!

 

● طارق بصمه جي
—-

أصل الغرام نظرة ! ، بهذا الدور الموسيقي من مقام الراست، بدأت الفنانة ميادة بسيليس مشوارها الفني من خلال إذاعة حلب عام 1976 ، حين كانت تبلغ من العمر 9 سنوات ، ومع سن الثانية عشر، انتشر صوتها العذب ضمن برنامج إذاعي للأطفال عبر أثير تلك الإذاعة التي كانت ومازالت المِنبر الأول الذي تنطلق منه براعم المواهب في مدينةٍ وُصِفت بأنها عاصمة الطرب والفن.

على مدى خمسٍ وأربعين عاماً ، امتد مشوارها الفني الزاخر، حاصدةً فيه العديد من الجوائز والتكريمات إضافة للعدد من الألبومات ، وعشرات الأغنيات الخاصة التي حققت نجاحاً ملحوظاً على سلم الأغنيات العربية الملتزمة.

” يا طيّوب طيبلي روحي.. “، تلك الكلمات كانت آخر ما غنّته الراحلة أثناء ظهورها على مسرح قلعة حلب عام 2017 ، و مَن كان يدري حينها أن مشيئة الباري عز وجل ، اقتضت أن تطيّب روحَها الزكية بوصولها إليه ، بعد { 4 }سنوات من ذاك الحفل الضخم الذي يعتبر الأخير في حلب ، علماً ان تلك الاغنية حملت في بُعدها الموسيقي {الرابع} أيضاً عبارة ( ما راحوا !! ) فهي لم ترحل فعلاً ، و بقيت أيقونةً تضيء فضاء الموسيقى السورية العربية.

وعن مكانها العميق في القلب، قال زوجها المايسترو سمير كويفاتي ، قبل أيام من رحيلها :

” أتمنى لكم جميعا صحة جيدة ولحبيبة قلبي ( ميادة ) العودة لهذا القلب الذي ينبض لأجلها .. شكرا لدعواكم جميعاً .. ميادة تقبّلكم وتشكركم ” .

وعن تفاصيل أخر ساعات حياتها ، قال الباحث والكاتب المسرحي عبد الفتاح قلعه جي، أنه عاصر الفنانة ميادة بسيليس، منذ أن كانت طفلةً وذلك حين قدّمت دور البطولة بمسرحيته “اوبريت القلعة ” ، أما عن ساعات حياتها الأخيرة أضاف قلعه جي :

” اشتد بها الألم، وبعد صحوتها من واحدة من إحدى إبر الفاليوم المتعاقبة، طلبت من زوجها الموسيقار سمير كويفاتي ، أن يحضر لها حفيدها، وحين جاء به ، أشرقت الفرحة الأخيرة في عينيها وراحت تغني له إحدى أغانيها لترسم البسمة على وجهه آملة أن تعود البسمة إلى وجوه أطفال سورية جميعاً ” .

( يا غالي بتضلك غالي) ، رحلت اليوم صاحبة تلك الأغنية ، إلا أنََ ذِكراها بقيت غالية ومستمرة في أذهان جمهورها ومحبيها.

باقة من النجوم والفنانين، قدموا أحر التعازي لمحبيها وذوييها وذلك عبر منصات عديدة ، كما تقدموا بكلمات رثاءٍ صادقة عبرّت عن محبتهم الكبيرة للراحلة..

على صعيد الدراما التلفزيونية
عبّر الممثل الفنان أيمن زيدان ، عن عميق حزنه فقال :
” ميادة بسيليس أيقونة مبدعة ، و صديقة دربٍ من الحلم والطموح ، أوجعني رحيلها ، فهي خسارة كبيرة في زمن ما أحوجنا فيه لابداعها ..! “

الممثل الفنان محمد خير جراح قال أيضاً :
” الأيقونة السورية .. قمر حلب و فخرها
مؤلم و موجع و مفجع رحيلكِ..! .، السلام لروحك، وأحرّ التعازي لعائلتك الغالية سمير و نور و نغم و فرح ” .

أما على الصعيد الموسيقي والشِعري :

رئيس فرع نقابة الفنانين بحلب المايسترو عبد الحليم حريري، قال أن وفاة الراحلة يُعد خسارة حقيقية للموسيقى السورية، خصوصاً أنها شكلت مع زوجها ثنائي مميز، بالتعاون مع الشاعر القدير سمير طحان

وعن علاقة الصداقة القديمة معها ، تحدث لنا الموسيقار والملحّن نهاد نجّار ، فقال :

” عرفتُها منذ أن كانت في الصف الأول الإعدادي… حين شاركنا في غناء وصلة موشحات من ألحان المرحوم رضوان رجب ، تلك الوصلة التي سُجلت حينها في
إذاعة حلب عام 1979 ، فمنذ تلك
الفتره جمعتنا صداقه متينة، وبعدها
تطورت العلاقه الأخوية معها ومع زوجها الفنان سمير كويفاتي ( صديق العمر)
، حين أثمرت تلك الصداقة أعمالاً فنية عديدة، أذكر منها أغنيةً من ألحاني الخاصة ، وتوزيع زوجها كويفاتي، بعنوان [يا أمي ياست الكل] ” .

وأضاف :
” هي فنانة أصيلة ذات صوت مخملي، تُعتبر رمزاً للطهر والطيب والتواضع ، كانت تعشقُ اللهجة الحلبية … لدرجة أنها كانت تحفظ بعض مفرادتي ، وترددها ممازحة في جلساتنا لتخلق جواً من الدعابة والمرح “

بدوره الشاعر الغنائي صفوح شغالة قال أنّ الراحلة بسيليس كانت فنانة فريدة من نوعها، و استذكَر حين التقاها في مهرجان غنائي أقيم بمناسبة احتفالية “حلب عاصمة الثقافة الإسلامية” عام 2006 ، وذلك بعد أن قدّم لها كلمات أغنتيها الشهيرة، “شوفو بلدي “.

من جهتها، منتهى خيري، ابنة العملاق الراحل محمد خيري ، قالت :

” حلب خسرت قطعةً من قلبها #ميادة_بسيليس ، ستبقين كزهر البيلسان … رحمك الله، احملي لي سلاماً إلى والدي ” .

و في ذات السياق ، عندليب حلب، الفنان فؤاد ماهر تحدث عن لقائه الأول معها أثناء مشاركتهم في مهرجان قرطاج في تونس عام 2004 ، فقال :

” تشعر حين تلقاها للمرة الأولى، أنكما قد التقيتما سابقاً!! ، فهي صاحبة تقدير للآخرين، كما أنّ ابتسامتها تكاد لا تُفارق وجهها “
وأضاف :
” بعد وفاتها بدقائق قليلة، امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بكلمات رثاء مميزة وصادقة من قلوب محبيها ، فمتى سندرك أن هذه التركة العظيمة هي الكنز الأكبر الذي يبقى خالدا في رصيد الإنسان؟!! ” .

أما من لبنان الشقيق، تحدث لنا الفنان والباحث الموسيقي غبريال عبد النور ، فقال :

” حضرتها بأمسية موسيقية خاصة في دار الأوبرا السورية، وكنت أراقب تواصلها الدائم على المسرح مع زوجها وشريكها الفني المبدع سمير كويفاتي ، فهي كانت سيدة لطيفة، مهذبة، خجولة ، تتمتع بحنجرة قوية.. قدمت مؤخراً بصوتها شارة مسلسل (حارس القدس) لتبقى تلك الأغنية رصيداً خالداً في سجلها الفني والوطني ” .

في 17 آذار ، رحلت صاحبة الأغنية الملتزمة، و اليوم شيع جثمانها من كنيسة أم المعونات للأرمن الكاثوليك، وسط حضور رسميّ و جماهيريّ غفير من محبيها ، فنانين وموسيقيين وملحنين وشعراء.

آخر ما كتبته الراحلة بسيليس على صفحتها الشخصية ، كان رثاءً لوالدها التي وافته المنية قبل أيام قليلة فقالت له :

“بابا .. برحيلك من دنيتنا ما بقدر ودعك غير بصوتي وترانيمي .. صلّيلي ، مع الأبرار والقدّيسين “

وكما قالت في أحد أغانيها :

“العمر لحظة ويمكن مابتدوم!!
خلصت الساعات ونحن عم ندوب
وبيهرب منا الوقت … وننسى نعيش … لحظة! “

الجدير بالذكر أن الفنانة الراحلة من مواليد مدينة حلب عام 1967 ، قدّمت بصوتها العديد من شارات المسلسلات التلفزيونية منها “أخوة التراب، أبناء القهر، بنات العيلة “، كما حصدت عدداً من الجوائز في مهرجان الاغنية السورية بإصداراته المتعددة، كما حصدت الجائزة الذهبية كأفضل أغنية عربية عام 1999 وذلك عن أغنيتها الشهيرة ، “كذبك حلو” ، فيما نالت الجائزة الأولى عن أغنية “يا رجائي” من مقام الهزام، وذلك في مهرجان الموسيقى العربية في المغرب.

رحمها الله، و جعل مِقعدها مع الصادقين الأبرار، و أسكنها فسيح الرياض والجِنان .
رقم العدد ١٦٣٥٠

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار