الجماهير – أنطوان بصمه جي
افتتحت كنيسة بيت إيل التابعة لطائفة الأرمن البروتستانت في حي التلفون الهوائي أبوابها من جديد لاحتضان المؤمنين ورفع صلواتهم بعد أن تعرضت للقذائف والتدمير خلال سنوات الحرب .
وأدت الفرقة النحاسية بعض المعزوفات الموسيقية وسط حشد شعبي كبير وقدمت فرقة الكورال التابعة للكنيسة التراتيل والصلوات معلنة إعادة افتتاح الكنيسة تلاها عرض فيلم يوثق الأضرار التي نالتها الكنيسة وتوثيق عمليات الترميم والتأهيل بمراحلها المختلفة.
“الجماهير” التقت القس الدكتور هاروتيون سليميان رئيس طائفة الأرمن البروتستانت في سورية الذي أوضح أن كنيسة بيت إيل منذ تأسيسها حتى اليوم وبما فيها سنوات الحرب القاسية عملت على مد الجسور بين الإنسان وخالقه، مبيناً أن الكنيسة بمعناها الفيزيولوجي تمثل مسكنا للرب واعتبار عمليات تأهيلها وإعادة إعمارها بمثابة رسالة عنوانها “لا للتشرد .. لا للاستسلام .. نعم للتشبث” والعمل على تحمل المسؤوليات بكل أمانة وواجب مقدس أمام شعبنا الذي آمن أن لابد للحق أن ينتصر.
وأضاف القس سليميان أن حلب تثبت مجددا للعالم أجمع أنها قوية وقادرة على عودتها للحياة بكنائسها وجوامعها وكافة مؤسساتها نافضة غبار الحرب عنها من جديد بعد أن حاولت يد الغدر النيل منها، معتبراً أن افتتاح كنيسة “بيت إيل” إنجاز عظيم تم تحقيقه بنعمة الرب وصمود الشعب وعزيمته التي لم تستطع قذائف الحقد والإرهاب من منعه بالقيام بواجباته الدينية والمدنية بعد أن وصلت يد الارهاب إلى الكنيسة التاريخية، واستمرار المؤمنين بالمواظبة على إقامة الصلوات في صالة الكنيسة الذين تكاتفوا لتأهيلها.
تاريخياً، فإن كنيسة بيت إيل الكائنة في حي التلفون الهوائي بنيت عام 1922 بعد هجرة الأرمن من أرمينيا التاريخية جراء المجازر الأرمنية على يد العثمانيين في 1915 ووصول الأرمن إلى الأراضي السورية ومنها مدينة حلب وغير من المدن الحسكة ودير الزور ووصل عدد قليل منهم إلى حمص ودمشق”، مضيفاً أن سنوات الحرب الإرهابية السوداء الماضية والتي امتدت ل 10 سنوات على مدينة حلب اعتمد أعداء سورية الحقد الدفين بأفكارهم وأفعالهم واستراتيجياتهم ، ونزول بعض القذائف (أكثر من استهداف) على سقف كنيسة بيت إيل للأرمن البروتستانت بقياس 20X30 متر ، وكانت عمليات الترميم بشكل جزئي في كل مرة يتم الاستهداف بصاروخ أو اسطوانات الغاز المعروفة باسم قذائف جهنم ويتم خلالها الترميم بعد مضي شهر من الاستهداف لكن الترميم الجزئي لا يعطي الضمان لاستمرارية النشاطات الروحية وتم أخذ القرار بإعادة التأهيل الشامل.
وخلال حفل الافتتاح، أشار المطران بطرس مراياتي رئيس أساقفة حلب وتوابعها للأرمن الكاثوليك إلى أن الكنيسة مكان للعبادة ودعوة للأخلاق الحميدة والتي تعمل على تنشئة جيل الشباب وأنه من دور العبادة تولد الفضائل ومعها تولد محبة الله والوطن، وهنأ المطران مراياتي الكنيسة الشقيقة الإنجيلية الأرمنية بإعادة افتتاح الكنيسة التي نالت حصتها من القذائف والدمار واستطاعت ترميمها وإعادتها لتمجيد الله من خلال صلوات المؤمنين الأمر الذي يشير إلى الأمل الذي نعيشه باستمرار وعدم الاستسلام للإرهاب بل المعاودة للنهوض والقيامة والإعمار، مؤكداً أن الكنيسة ما هي إلا برهان ساطع ودليل على أن القيامة والحياة أقوى من الموت.
تصوير: هايك أورفليان
رقم العدد ١٦٣٥٢