الجماهير – أنطوان بصمه جي
تخليداً للذكرى 106 على مرور الإبادة الأرمنية على يد العثمانيين، نظمت الطوائف الأرمنية الثلاث بحلب مسيرة شموع بدأت بتجمع المواطنين في ساحة الثانوية السورية في حي الميدان والمسير برفقة الشموع والمشاعل ويتقدمها الفرقة النحاسية باتجاه مقبرة الأرمن الأرثوذكس في حي الشيخ مقصود وبحضور رؤساء الطوائف والفعاليات والجمعيات والنوادي الأرمنية.
حيث أدت فرقة نادي الشبيبة السورية الأرمنية الثقافي مجموعة مقطوعات غنائية حزينة تذكر بالأهوال التي عاشها الشعب الأرمني وتلاها وضع أكليل الزهور على نصب التذكاري للإبادة الأرمنية وسط المقبرة.
وبينت مارامانت هاكوب من كشاف الشبيبة السورية الأرمنية أن الإبادة الأرمنية التي حدثت في عام 1915 والتي خططت لها ونظمتها الدولة العثمانية بحق الأرمن، حيث استشهد مليون ونصف المليون مواطن أرمني هناك في حين تم تهجير عدد كبير من أراضيهم، ومسيرة اليوم إحياء لذكرى شهداء الأرمن بعد مرور 106 أعوام على تاريخ الإبادة.
ولفت هوفيك شهيريان أن الشعب الأرمني حول العالم يحيي الذكرى 106 للإبادة الأرمنية ولكن الوضع يختلف بالنسبة للسوريين الأرمن الذين باتوا شهوداً على ما يقوم به النظام التركي من توغل غير شرعي واحتلال الاراضي وطمس الهوية الاجتماعية للمناطق السورية كما فعل أجداد الجالسين على عرش الحكم في تركيا بحق أرمن أناضول وكيليكيا.
بدوره، أوضح المطران ماسيس زوبويان مطران حلب وتوابعها للأرمن الأرثوذكس لـ الجماهير” أن الذكرى 106 على مجازر الأرمن جاءت احتراماً لذكرى شهداء الأرمن الذين قضوا هناك وهي ذكرى أليمة، مؤكداً أن الشعب الأرمني مسالم بطبيعته حيث تعرض في فترة المجازر وعاش المآسي والاضطهاد والظلم من العثمانيين وهجر قسم كبير من الأرمن ومنهم من وصل إلى سورية الت احتضنتهم وعاشوا فيها بسلام ومحبة، وللأسف كرر العثماني ذات المجازر والتهجير على الأراضي السورية خلال سنوات الحرب التي شنها أردوغان ومرتزقته على مدينة حلب.
من جانبه، قال المطران بطرس مراياتي رئيس أساقفة حلب وتوابعها للأرمن الكاثوليك ل”الجماهير” إن التاريخ يعود بشكل جديد فالأرمن الذين عاشوا المجازر والإبادة على يد العثمانيين وجدوا في سورية ملاذاً آمناً لهم بعد نجاتهم من المذابح وعاشوا أهوال الصحراء في دير الزور، واليوم يعيشون في مدينة حلب كمواطنين لهم حقوقهم وهم كجزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي ويتقاسم أهوال الحرب مع المواطنين السوريين من العثماني ذاته الذي خرب ودمر معالم حلب التاريخية وعاش أمر الويلات مرة ثانية ودافعوا مع أخوانهم السوريين عن ارض الوطن وبذلوا دماءهم رخيصة للدفاع عن الوطن.
وقال القس هاروتيون سليميان رئيس طائفة الأرمن البروتستانت في سورية علينا أن نذكر ونتذكر ونطالب بكل الحقوق المشروعة والمسلوبة للشعب الأرمني واليوم نحن نواجه عدو واحد خلال العقد الأليم الذي عاشته سورية، فالعدو التركي يسلب الشعب السوري وينهب ممتلكاته ويهجر المواطنين من ديارهم في مدينة حلب والعدو واحد .
تصوير: جورج أورفليان
رقم العدد ١٦٣٨٥