• الدكتور زاهر البركة
تحتفل كثير من الشعوب في مختلف أنحاء العالم سنوياً بيوم الأب العالمي والذي يصادف يوم 20 حزيران/يونيو من كل عام كمناسبة اجتماعية لتقدير دور الأب المهمّ والجوهري إلى جانب دور الأم الكبير في حياة الأبناء والعائلة.
ويهدف هذا اليوم العالمي للأب إلى تذكير الأبناء إلى الدور البارز الذي يضطلع به الأب لتحقيق الاستقرار والسعادة لأبنائه في كل مراحل حياتهم.. فهو مصدر الأمان والتضحية.. وهو الشخص الذي يقوم بتقديم جميع أشكال الدعم والمساندة والاهتمام بأولاده من جميع النواحي العاطفية والمعنوية والمادية.
وبرزت فكرة الاحتفال بالأب في بداية القرن العشرين وعلى وجه التحديد عام 1909 ميلادي حينما فاضت مشاعر المودة والحب والوفاء لفتاة أمريكية سونورا سمارت Sonora Smart في ولاية ميتشغيان إزاء أبيها الذي عاملها معاملة حسنة وكرّس حياته لرعايتها مع أخوتها الخمسة بعد وفاة أمهم، وجاءت فكرة الاحتفال بوالدها على بالها أثناء استماعها لموعظة في الكنيسة حول دور الأمهات في الأسرة وحقوقهن على الأبناء.
وبعد طلبها الدعم من الناس والمسؤولين حول تخصيص يوم للاحتفاء بالأب جرت الموافقة على تخصيص الأحد الثالث من كل شهر يونيو الاحتفاء بالأب.
الأب هو السند وهو القوة وهو الأمن والأمان، وهو الذي يسعى ليلاً مع نهاراً ليأمن لأبنائه لقمة العيش.
الأب كيان عظيم لا يمكن وصفه في كلمات قليلة لتبين دوره المتفاني في حياة أسرته وتعطيه حقه في التقدير والاحترام لما يبذله من عمره وصحته وكل ما يملكه في سبيل أن يؤمن لعائلته حياة كريمة وعزيزة وبعيدة عن كل حرمان وأذى وضياع.
لم يغب عن بال الشعوب العربية وعن تراثها وتقاليدها فكرة تقدير الأب والأم لدورهما في حياة الأبناء والدعوة لتكريم الوالدين…وجاءت الأديان السماوية لتعزّز مكانة الأبوين وتفرض طاعتهما…ففي القرآن الكريم نزلت الآية الكريمة: ” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ” …وذُكر في الكتاب المقدس : “أكرم أباك وأمك لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ التي يعطيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ” …
وفي سورية جوهرة الشرق ومهد الحضارات ومهبط الأديان… كانت الدولة والمجتمع سبّاقين في دعوة الأبناء إلى تكريم الوالدين وتقدير جهودهما الإنسانية المتفانية في مراحل تربيتهم وتنشئتهم …وتجلى ذلك في إدخال مفهوم احترام الوالدين في المناهج التربوية في وزارة التربية ونشر الوعي وثقافة احترام الأباء والأمهات وبرِّهما في البرامج الإعلامية التوعوية من قبل وزارات الإعلام والشؤون الاجتماعية والجمعيات المحلية ….
إنه لأمر جيد ومفيد أن يتم إعتماد يوم في السنة للإحتفال بعيد الأب وآخر للإحتفال بعيد الأم؛ وإن كان تكريم الأم والأب واجب يومي، لا ينحصر بيوم أو بيومين أو ثلاثة؛ خاصة وأننا نؤمن في العالم العربي بأهمية “رضى الله والوالدين” كقاعدة أساسية ومحورية في حياتنا. وختام القول….أكرم أباك بكل قلبك ولا تنس مخاض أمك…. أذكر أنك بهما كونت فما تجزيهما مكافأة عما جعلا لك.