القضاء على ظاهرة التسول رغم محدوديتها .. تأمين مشاريع صغيرة أو عمل للاستفادة من إمكانات المتسول بشكل بناء ..و ضرورة نشر التوعية بجرم التسول
الجماهير – أسماء خيرو ..
بين المهندس عطا درويش رئيس مكتب مكافحة التسول والتشرد في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في حلب أنه منذ بداية عام ٢٠٢١ اعتمدت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع وزارة الداخلية آلية جديدة للحد من انتشار ظاهرة التسول وهذه الآلية حاليا في طور التجربة ، تعتمد على تفعيل دور قوى الأمن الداخلي والشرطة ، فلم يعد لمكتب التسول دور في ضبط حالات التسول بل أصبح من صلاحيات مراكز الشرطة في مختلف أحياء حلب مبينا أن عملهم يقتصر حاليا فقط على استلام المتسولين من أقسام الشرطة ومن ثم تقديمهم إلى القضاء .
مؤكدا بأنه تم ضبط / ٥ / حالات تسول منذ بداية العام وتم إحالتهم للقضاء ، و أن المديرية كان لها دور كبير في نشر التوعية بجرم التسول، وتقديم المساعدة للمتسولين بعد الاطلاع على وضعهم الاجتماعي عبر الكشف الميداني وإحالتهم إلى جمعيات خيرية تتكفل بهم ..
• مبررات المتسول ..
ويضيف درويش بأن معظم المتسولين يبررون عودتهم لمهنة التسول بالاحتياج نتيجة الغلاء متبعين أشكالا عديدة منها التسول بتقارير طبية أو الادعاء بأنهم لايملكون أجرة المواصلات للوصول إلى أماكن سكنهم ، وهؤلاء يشكلون الفئة العظمى من المتسولين ، حيث يقومون باستخدام الأطفال لكسب التعاطف إذ إن هناك ٣٠ طفلاً من عائلة واحدة دون سن العاشرة يتم تشغيلهم من قبل اخرين كونهم على علم بأن القضاء لن يصدر بحق هؤلاء الأطفال أية عقوبه لأنهم تحت السن القانونية ، إذ يتم استخدام وسيلة مواصلات صغيرة ” طرطيرة ” وهي تعتبر وسيلة مواصلات أساسية لدى المتسول تمكنه من التنقل والهرب بسهولة من أفراد الشرطة ومكتب مكافحة التسول والتشرد .
* أسباب عميقة وحلول بإمكانات محدودة..
الاختصاصي في علم المجتمع عاشق الأحمد أكد بأن التسول أصبح ظاهرة متفشية ومعظم بلدان العالم تسعى لإيجاد حلول لها، مبيناً بأنه إذا أراد المجتمع الحد من انتشار هذه الظاهرة الخطيرة فعليه الوصول إلى الأسباب الحقيقية وذلك بإجراء مسح كامل وشامل للمجتمع وهذا حاليا في ظل ماتعيشه سورية من الصعوبة بمكان في ظل الحصار الاقتصادي ،ولكن مايمكن قوله بأن من أكثر الأسباب التي أدت إلى ظاهرة التسول في سورية هي الحرب التي أدت إلى الفقر والبطالة وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية نتيجة الحصار الاقتصادي الجائر الذي استهدف معيشة المواطن ، وهذه الأسباب يتم معالجتها وفق حلول وإمكانات متاحة من قبل الجهات المعنية “الشؤون الاجتماعية والعمل” والجمعيات الخيرية في المجتمع المحلي .
فالأسباب المعيشية “كالفقر والبطالة ” يتم معالجتها بالتعرف على إمكانات المتسول ومن ثم تأمين مشروع صغير له أو عمل للاستفادة من إمكاناته بشكل بناء.
ولبعض الجمعيات الخيرية تجارب إذ تقوم الجمعية بالتكفل بالمتسول وتأمين عمل له..
ويظل فعل التسول سلوكا شائنا وغير حضاري ومهنة لايجب اللجوء إليها أو الإقرار بشرعيتها ..