الجماهير – أنطوان بصمه جي
ستارة حمراء، أضواء خافتة، موسيقا، ممثلون، كلمات، إيماءات، جميعها عناصر تستخدم في الفن المسرحي وتساهم بشكل مباشر في جذب انتباه المشاهد ويمكن اعتبارها وسائل إيضاح قادرة على التعبير عن المشكلات والأحاسيس الدائرة في النفوس، إذ استطاعت بعض المنظمات الإنسانية والجمعيات الأهلية إتقان تلك الأدوات خلال العروض التقنية المقدمة في اليوم الأول من مبادرة موزاييك على خشبة مسرح دار التربية الثقافية بحي الفيلات.
مبادرة “موزاييك” التي طرحتها الكنيسة الإنجيلية بحلب وبالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تصنف ضمن المبادرات الفريدة والجديدة من حيث أهميتها بالنسبة للمجتمع الحلبي، ويمكن وصفها بأنها المبادرة الأولى على مستوى محافظة حلب من حيث المخرجات والنتائج، فهي تعنى بمواضيع مهمة وأساسية للارتقاء بفعالية المجتمع من خلال تناولها لمواضيع تمس الوطن والمجتمع والانتماء من خلال طرح موضوع التماسك المجتمعي والمواطنة الفاعلة ونشر السلام وتعزيز الحوار وتقبل الآخر.
عادات وتقاليد ساهمت في إرساء بعض المفاهيم في مجتمعاتنا وشكلت الوعاء الثقافي الجامع لهويات كثيرة، بالإضافة إلى المساهمة في تنمية المجتمع، والتركيز على دور الشباب والمرأة وفاعليتهم في المجتمع من خلال تأديتهم لواجباتهم وضمان الحفاظ على حقوقهم، حيث تم التطرق لمواضيع الفساد والمحسوبيات ونبذ الآخر ونشر العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستهتار بذوي الاحتياجات الخاصة كما تم وضع الحلول التي يعمل عليها المتطوعون في المنظمات والجمعيات للتخلص من تلك العادات السيئة.
16 منظمة وجمعية تستخدم وسائل إيضاحية لتتنافس على تقديم بعض المشكلات المتعلقة بثمانية محاور تختص بالشأن المجتمعي، وتقدم بعض الفيديوهات والوسائل الإيضاحية لتسليط الضوء على مشكلة تواجهها بشكل كبير من خلال ممارستها لنشاطها في بعض الأحياء لتكون مبادرة “موزاييك” السباقة في لم شمل المنظمات والجمعيات وتوحيد أهدافها في خدمة المجتمع المحلي وطرح المشكلات وتحليلها للوصول إلى حلها بالطرق الأمثل.
وأوضحت تامي ديكرمنجيان مديرة مشروع مبادرة “موزاييك” أن المبادرة سورية بشكل عام وحلبية بشكل خاص ولأن إرسالية الكنيسة الإنجيلية تتركز على الإنسان باعتباره محور المجتمع الصحي والصحيح، مؤكدة أن مبادرة “موزاييك” تشكل سحر حلب وغناها وحاضرها وأهميتها تكمن من خلال تكاتف عمل الجميع للوصول إلى تشكيل مستقبل مدينة حلب من خلال طروحات فئات الشباب العامل في الجوانب المجتمعية، فإن قطعة الموزاييك الصغيرة باختلاف أحجامها وألوانها تشكل المجتمع السوري فبرغم كل الأزمات والمعاناة والحروب التي عاصرها تبقى اللوحة تشكل قوة حلب بما تحتويه من اختلافات ثقافية.
بدوره، قال جورج انتيباس نائب مدير مشروع مبادرة “موزاييك” إن المرحلة الثانية للمبادرة تتضمن العروض التقنية التي ستقدم على مدار يومين، بحيث تتنافس 8 منظمات وجمعيات حول طرح إشكالية تتعلق بمحور مجتمعي واحد من أصل 4 محاور، وتم توجيه الدعوة لجميع الجهات الحكومية ووسائل الإعلام المختلفة ورجال دين ومنظمات نقابية لحضور العروض والتصويت عليها للوصول إلى مخارج النشاط من خلال الاستعانة بوسائل الإيضاح التي تختارها كل جمعية لتسليط الضوء على إشكالية معينة تختص بعمل كل جمعية أهلية فاعلة في المجتمع وطرح الحلول للوصول إلى مجتمع سليم، مشيراً إلى وجود صعوبات بالغة تمثلت بصعوبة التوجه إلى الجهات المجتمعية الكثيرة من هيئات كنسية ومبادرات تطوعية وكشافات ومنظمات إغاثية وجمعيات أهلية ووجود الشغف للمشاركة في المبادرة والتعرف على الآخر وبناء علاقات متينة وفتح آفاق العمل المشترك في سبيل خدمة المجتمع والارتقاء به.
تصوير: هايك أورفليان