الجماهير – عتاب ضويحي
كقطرات الندى تتساقط أحلامه من أوراق أيامه،يصارع شظف العيش وقسوة الحياة بقطعة بسكويت.
“حسين” ابن الأربعة أعوام يطل الفقر بوجهه الكئيب على حياته، مغيراً ملامح وجهه، على أرصفة حي السليمانية يتنقل ببضاعته البسيطة كبساطته ، تارة البسكويت وتارة الورد الأحمر، يعرضها على المارة بنظرات عينيه، التي لاتحتاج لغة خاصة لتفهم ماتقوله، فإشارات البؤس تحيطك كما تحيطه مجرد النظر إليهما.
بعد الكثير من المحاولات الفاشلة أجاب عن أسئلتي، اسمي حسين عمري 4 أعوام، والدي متوفى، أعمل مع أخي الأكبر لتأمين لقمة العيش، لا أعرف لماذا أنا هنا حتى هذا الوقت المتأخر من الليل، لكن كل ما أعرفه علي أن أبيع كل ما لدي من قطع البسكويت وأعود للمنزل، وأكرر نفس العمل يومياً لايهمني برد الشتاء أو حرارة الصيف، كل همي أن أعود ليلاً أنا وأخي ومعنا بعض المال.
وصمت بعدها وحمل قطعة حلواه باتجاهي، مطأطئا رأسه، إشارة منه كي أشتريها، واشتري معها أكبر أحلامه أو ربما أصغرها، ويذهب في حال سبيله وأذهب معه تحضرني مقولة لنجيب محفوظ كتبها بعد أن رأى طفلا عند إشارة مرور يبيع الحلوى وهو يبكي “أحلام الأطفال قطعة حلوى، وهذا طفل يبيع حلمه”.
قصارى القول لانريد رمي الكرة في ملعب أحد لأن الحل الأمثل كما قال غاندي “على الأغنياء أن يعيشوا ببساطة أكثر حتى يستطيع الفقراء أن يعيشوا”.