طلاب شبيبة الثورة بحلب: أسواق حلب القديمة وخاناتها شواهد حية على عظمة المدينة

الجماهير_ أنطوان بصمه جي – هنادي عيسى

يتابع طلاب فرع شبيبة الثورة بحلب توثيق آثار مدينتهم والتعرف عليها والاطلاع على المراحل التي وصلت إليها عمليات الترميم الجارية على أسواق وخانات أحياء مدينة حلب القديمة والتي تعرضت للدمار الممنهج نتيجة الحرب، وشمل اليوم الخامس من مخيم التوثيق الأثري جولات عديدة للتعرف على الآثار والأسواق الموجودة في مدينة حلب القديمة حيث تركت الجولات انطباعات جيدة لدى معظم الطلاب الذين كانوا يجهلون الكثير عن حضارة مدينتهم.
وأوضحت الطالبة رغد السيد من رابطة عبد المنعم رياض لـ “الجماهير” أن مشاركتها في المخيم التوثيقي كانت غنية ومفيدة، مضيفة أنها تعرفت من خلال الجولات على حضارة مدينة حلب العريقة والممتدة إلى آلاف السنين، حيث أصبحت تهتم بكل التفاصيل حتى لو كانت صغيرة (مبان قديمة – محلات أثرية –حجارة مزخرفة) ولم تكن تعلم عنها شيئا وأن ما تم شرحه لهم من قبل مختصين من مديرية الآثار والمتاحف من معلومات عن تاريخ الأسواق وعمليات ترميمها أغنى معلوماتهم وجعلتهم يدركون قيمة مدينتهم.
ويضيف زميلها عبد الغني أحمد من رابطة جول جمال أن اطلاعه على عمليات الترميم كانت من أبرز ما استفاده من المخيم الأثري، إضافة لاطلاعه على آثار لم يرها من قبل وإدراكه قيمة ما تحتويه مدينة حلب من كنوز وحضارة عريقة، مبيناً أن جولة اليوم شكلت لديه تصورا جميلا للغنى والتنوع والازدهار الذي كانت عليه هذه الأسواق قبل نشوب الحرب.
أما الطالبة محاسن عكون من رابطة زكي الأرسوزي، قالت إنها كانت تسمع كثيراً عن طريق الحرير ومن خلال جولتها اليوم مع زملائها في المخيم الأثري على الأسواق القديمة ومن خلال المعلومات المقدمة لها استطاعت معرفة طريق الحرير وتاريخه والتعرف على الخانات الموجودة في هذه الأسواق مثل خان الحرير وخان التتن وخان البنادقة، الأمر الذي لفت انتباهها لغنى المدينة القديمة، كما نوهت إلى الاستفادة التي حصلت عليها من خلال مشاركتها في المخيم الأثري الذي ساهم بالتعرف على حضارة مدينة حلب.
في حين تحدثت الطالبة رزان عكون من رابطة زكي الأرسوزي عن تجربتها في المخيم واصفة إياه بالاستكشافي، حيث تم تعريفهم من خلاله على حضارة بلادهم وإدراك قيمة ما تمتلكه مدينتهم من ماض عريق وآثار تعود لآلاف السنين، بالإضافة إلى أهمية الآثار والغنى الحضاري في الأماكن التي زاروها من قبل ولكن يجهلون تاريخها وتنقصهم المعلومات الصحيحة عنها.
وأوضحت المهندسة رشا مصري رئيس شعبة المباني في مدير الآثار والمتاحف بحلب أن شعبة المباني مسؤولة عن منح الرخص الترميم وإعادة البناء في أحياء مدينة حلب القديمة والإشراف على تنفيذها بالإضافة إلى ضبط التجاوزات والمخالفات.
وأضافت المهندسة مصري أن جولة اليوم شملت محور الأسواق التقليدية الأثرية الممتدة من باب أنطاكية حتى سوق الزرب المطل على محيط قلعة حلب، مروراً بالأسواق التي تم ترميمها من قبل مؤسسة الآغا خان والأمانة السورية للتنمية وبإشراف محافظة حلب ومجلس المدينة والمديرية العامة للآثار والمتاحف، والاطلاع على الأسواق المنتهية من عمليات الترميم، فسوق السقطية وسوق خان الحرير وساحة الفستق في طور الانتهاء من مراحل الترميم إذ يتم رصف الساحة بالبلاط البازلتي وحالياً تم البدء بترميم سوق البهرمية “الأحمدية” الملاصق لساحة الفستق باتجاه سوق باب أنطاكية.
كما شملت الجولة زيارة سوق الزرب والعبي وسوق العطارين وسوقي السقطية وساحة الفستق وسوق البهرمية وسوق باب أنطاكية وزيارة سوق خان الحرير المرمم حديثاً وزيارة الخانات الممتدة على السوق المستقيم كخان البنادق وخان التتن وخان الحبال السوق المعامد على تلك الأسواق سوق إسطنبول الجديد أو كما يعرف باسم سوق “النسوان” المجاور للجامع الأموي الكبير.

وعن هدف الجولة الاستكشافية للفئات الشابة المشاركة مع اتحاد شبيبة الثورة، بينت المهندسة مصري أن هدف الجولة تعريف الجيل الشاب على تراث مدينة حلب وخصوصاً الأسواق والخانات في مدينة حلب القديمة، واطلاعهم على آثار الدمار التي خلفتها الحرب وعمليات الترميم ولبحث الأسباب التي شنت الحرب الممنهجة على مدينة حلب وموقعها الاقتصادي واستهداف موقعها التجاري والصناعي المهم وموقعها الاستراتيجي قديماً بوقوعها على طريق الحرير التجاري، ودور الأحياء القديمة بما تحتويه من أسواق وخانات وتقديم الشرح اللازم عن عمليات الترميم والصعوبات التي تكتنفها والتي تستغرق أوقاتا وجهودا كبيرة، إذ تستلزم عمليات الترميم تمويلا ماليا كبيرا وأيادي حرفية عاملة خبيرة بالتزامن مع الاحتياج لمواد أولية تقليدية والرجوع للوثائق والدراسات والمخططات للحفاظ على الأصالة في عمليات الترميم لأن مدينة حلب مسجلة على لائحة التراث العالمي في منظمة اليونيسكو وبالتالي فإن جميع عمليات الترميم ينبغي أن تكون مطابقة للمعايير الوطنية والدولية لعودة موقعها الريادي في تنشيط عمليات الإنتاج الاقتصادي.

تصوير: هايك أورفليان

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار