الجماهير – عتاب ضويحي
من خلال طرحه سؤال “هل يمكن أن نوظف ونجّند الأدوات السيميائية لترويج الشعر؟ بدأ الدكتور فايز الداية محاضرته” سيميائية التلقي في الشعر المعاصر ” التي أقامها فرع حلب لاتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع مديرية ثقافة حلب أمس بمقر الاتحاد.
وشملت الإجابة شقين الأول حديث الداية عن أثر الجانب السيميائي الصوتي في انتشار الشعر، إذ بدأ اهتمام الشعراء بالصوت مطلع القرن العشرين، بعد ظهور الأسطوانة عام 1906، ومعها تبّدت قصدية الشعراء الوصول بشعرهم إلى الناس من خلال الصوت واللحن، واقتناعاً منهم بالعلاقة التفاعلية بين الفن والأدب.
وذكر الداية عدداً من الشعراء الذين وظفوا الأدوات غير اللغوية وهو مايقصد بالسيميائية، لنشر شعرهم منهم الكاتبة والصحفية والشاعرة مريانا مراش من خلال ديوانها “قدود” ربطت اسم قصائدها بموشحات لتحدث أثراً لسيميائية الصوت واللحن في شعرها وانتشاره، كذلك الشاعر خير الدين الزركلي قدّم قصائد وأناشيد حماسية على وزن الأغاني الشعبية والموشحات، ومثله الشاعر عمر أبو ريشة إذ أدخل الموشحات في بعض مسرحياته “ذي قار ومحكمة الشعراء “.
وكان الانتشار الأكبر لقصائد الشاعر أحمد شوقي، إذ انتشرت بشكل جميل وحضاري ومثقف من خلال صوت الفنان محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، وكذلك استطاع نزار قباني لفت الأنظار إليه من خلال لغته وأجوائه، وغنّى مجموعة من المطربين ” محمد عبد الوهاب، عبد الحليم حافظ، نجاة الصغيرة، ماجدة الرومي، وكاظم الساهر” عدداً كبيراً من قصائده،
الأمر الذي أكد والكلام للداية على التفاعل السيميائي للصوت و أثره في انتشار هؤلاء الشعراء، وأعطى الناس إحساساً بالثقافة الشعرية.
وفي الجانب الثاني تناول المحاضر الحديث عن التفاعل مابين الصورة والشعر، فعلى الرغم من وجود المنمنمات والرسوم الصغيرة في الكتب والحكايات، إلا أن دواوين الشعر كانت تخلو منها، وإن وجدت على قلّة، وقد لعبت الصورة الساكنة دوراً سيميائياً محدوداً، في حين كان للصورة المتحركة انتشاراً أكبر عندما ظهرت السينما الناطقة عام 1939، وقدم بعض منها شعراً ملحناً، وكجزء من الأفلام، إلا أنها لم تساعد على انتشار الشعر والقصيدة.
وختم الداية محاضرته بالإشارة إلى وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، والتي من خلالها يتم تبادل الأفكار والآراء والنتاجات الأدبية على اختلافها ومنها الشعر، والتي من الممكن أن يكون لها أثر إيجابي وراق وحضاري، إذا أدركنا بشكل متحضر كيفية استخدامها بشكل لاينفر المتلقي.
وشارك الحضور بالمداخلات والتساؤلات، هذا وقد قدم المحاضرة وأدار الحوار محمد جمعة حمادة.