نبوغ محمد أسعد
يبدأ المؤلف في بداية كتابه بالحديث عن شخصيات الأنبياء، معتبرا أن ذكر محمد وعيسى هو أمانة منهجية، من المفترض أن يعتمدها ..ثم تعرض لاجتهاد كل منهما والامتداد الإنساني والاجتماعي الذي حققه محمد (ص) والسيد المسيح عليه السلام . برغم أن هناك خلافا في الوسائل التي اتبعها كل منهما ولكن ثمة وصول خارق إلى مسافات تاريخية لا يمكن تحديدها حققها هذان النبيان .
كما اختار المؤلف شخصيات ثقافية على مختلف أنواع الثقافة وليس بمقدورنا أن ننكر أن كل سلوك يمضي به الفرد ويحقق مأربه هو ثقافة ، فهناك العالم والمخترع والقائد على مختلف حالاتهم الإيجابية والسلبية وأيضا فلاسفة وعلماء وغير ذلك ..ومن بين الذين اختارهم الكاتب كان هناك ألبرت أينشتاين صاحب النظرية النسبية التي تمثل نظريتين للنسبة الخاصة والنسبة العامة والعمل من خلالهما على إظهار القياسات العلمية وانكار وجود أي زمان مطلق وتوضيحات أخرى يمكن أن يفرد لها أكثر من ذلك .
وهناك أيضا الشاعر والكاتب المسرحي الانكليزي وليم شكسبير الذي أصبح ممثلا وكاتبا مسرحيا ثم بدأ بتحقيق كل نجاحاته الثقافية بعد اجتهاده واطلاعه ،ونذكر من روائعه الخالدة في المسرح – يوليوس قيصر وهاملت وعطيل- إضافة إلى مواهبه الأخرى التي تميزت بالتزامها الإنساني الكبير ..كما ذكر المؤلف العالم الرياضي الكبير ديكارت والملكة اليزابيت الأولى التي اعتبرها ملكة استثنائية والفيلسوف الفرنسي جانجا كروسو وهوميروس وبيكاسو والإمبراطور كارل ماركس وأفلاطون وإسحق نيوتن وغراهام بيل ورينيه ديكارت وفولتير وتوماس أديسون وغيرهم من الغربيين ..ومن العرب موسى عليه السلام، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه .
الكاتب برغم مايمتلكه من سعة اطلاع وثقافة ومعرفة فهو لا يخلو من نزعة ذاتية يمرر من خلالها مايريد فكان يعترض بشكل مؤدب على بعض النظريات الأخلاقية على لسان الأنبياء مثلا ويعتبرها ضد العدالة ..
وفي حقيقة الأمر الكتاب منطقي الطرح في كثير من توجيهاته ..لأن الكاتب أمريكي وبدأ بالأنبياء وهذه نقطة إيجابية تدل على منهجية الكاتب واحترامه لذاته الواعية وإن كان قد اعترض على بعض النقاط ..فهذا لاشك أنه قصور في المعرفة ولايمكن لإنسان مهما بلغ من ثقافة أن يصل إلى حد الكمال .
يذكر أن الكاتب مايكل هارت الأمريكي الجنسية والمولد ..حاصل على شهادة ليسانس في الرياضيات من جامعة كورنيل عام 1952وشهادة ليسانس في القانون من جامعة نيويورك، وشهادة ماجستير في العلوم من جامعة اديلفي وشهادة دكتوراه في الفلك من جامعة برينستون وهو أحد العلماء المعتمدين في الفيزياء التطبيقية وعضو الجمعية الفلكية وفروعها في علم الكواكب .