الجماهير- بيانكا ماضيّة
“لأنها حلب مدينة الشعراء ، والتي تعتبر أهم المدن العربية للموسيقا الشرقية ، ولأنه ابن حلب التي أحب فنونها وثقافة وأصالة أهلها .. أسال نفسي .. هل يموت صوت بحجم قلعة حلب .. ومن قال إن روح الفن تموت ؟!”
هكذا يحدثنا الفنان المخرج الياس الحاج عن الفنان الكبير الراحل صباح فخري وهو الذي عرفه عن قرب منذ أكثر من أربعين عاما بين العمل النقابي والعمل الفني، ليشير إلى أنه
يستعد حاليا لكتابة مسلسل بعنوان ( خمرة الحب ) يقع في ثلاثين حلقة ، تكريماً لسيرة حياة الراحل فخري .. يحكي فيه عن بداية موهبته الغنائية وهو في عمر الخمس سنوات ، وكيف اكتشفت صوته إحدى الجارات في البيت العربي ( الحوش ) ، وطلبت منه تعليمه موال ( غرد يابلبل ) ، وكيف علمته السيدات في حلب الأغاني ، وكان وهو طفل مطرب جلساتهن ، وكيف بعد أن كبر بدأ شقيقه يصطحبه إلى سهرات مع الأساتذة، ومن بينهم عازف العود محمد رجب، وكيف تعلم موشح ( يا هلالاً ) ذا الإيقاع المركب والصعب على طفل، ثم تعرفه على الأستاذ إبراهيم وأخيه الأستاذ نديم درويش ابن الشيخ علي الدرويش ، وتعرفه على بكري الكردي، وأخذه منهم ألحاناً .. وأيضاً مرحلة الغناء في أربعينيات القرن الماضي، وأولى جلساته الغنائية ( حول يا غنام .. يا جارحه قلبي … إلخ ) إلى جانب التراث ( قصائد ، موشحات )، والتحاقه في سن مبكرة بمعهد حلب الموسيقي، ثم التحاقه بالمعهد الموسيقي الشرقي بدمشق لمدة سنتين وتخرجه فيه سنة 1948، ودراسته الإيقاعات والصولفيج والموشحات ورقص السماح على يد الشيخ عمر البطش، وغنائه الكثير من ألحانه ، وتعلمه القصائد والعزف على آلة العود على يد أساتذة سوريين، منهم: الشيخ علي درويش، مجدي العقيلي، محمد رجب ، عزيز غنام، إبراهيم ونديم الدرويش… وهكذا إلى رحيله وتشييعه الرسمي والجماهيري الذي لن يتكرر عبر العصور .
كما يشير المخرج الحاج إلى أنه أنجز أمسية في الأمس القريب بعنوان (صناجة العرب) تقع في 135 دقيقة تم عرضها عبر أثير الإذاعات والقنوات التلفزيونية السورية، من إعداده وتقديمه بالاشتراك مع الزميلة ابنة حلب الشهباء لبابة يونس، وسيناريو وإخراج المخرج الياس الحاج أيضاً، هذا وقد تخلل الأمسية مقاطع بصوت الفنان صباح ( قد ، قصيد ، موشح ، موال … إلخ). وقد أراد من خلالها- على حد قوله- توثيق سيرة حياة الفنان صباح فخري على لسان كبار نجوم الفن السوري والعربي ممن عاصروه، فتحدثوا عن شراكة العمل الفني وتجربة الحياة التي جمعتهم مع الكبير صباح فخري لسنوات وسنوات .. وكان ضيوف الأمسية الفنانون الكبار دريد لحام ومنى واصف، والموسيقار أمين خياط، وأنطوانيت نجيب، وثراء دبسي، والمايسترو هادي بقدونس، والمؤلف والموزع الموسيقي طاهر ماملي، والمايسترو عبد الحليم حريري، وأسعد فضة ( دبي )، وميادة حناوي ( دبي )، وبسام كوسا، وأمل عرفة ( أبو ظبي)، وأحمد الزين ( لبنان )، وكاتب السيناريو الدكتور زهير أمير براق، والمؤلف والموزع الموسيقي حبيب بيطار، والمطربة سونيا مقديد، والمطرب جورج مراد.