الجماهير – أنطوان بصمه جي
احتضنت باحة الكنيسة الإنجيلية العربية بحي الفيلات المعرض السنوي للألبسة الجديدة والمستعملة الذي تقيمه لجنة السيدات ومدارس الأحد تحت عنوان “ليست لهم كسوة في البرد” وعرض خلاله مختلف الأصناف من الألبسة إضافة للأحذية ويأتي ذلك مع الارتفاعات الجنونية التي شهدتها أسعار الألبسة الشتوية في الأسواق المحلية.
لليوم الثاني على التوالي تتواجد بشرى إحدى زائرات المعرض السنوي التي أشارت إلى أن الأسعار رمزية للأسرة الحلبية مقارنة بالأسواق المحلية التي تشهد ارتفاعات سعرية كبيرة تصل لأضعاف كثيرة، مؤكدة وجود قطع في المعرض تبداً بسعر 200 ليرة سورية حتى 2000 ليرة وذات جودة عالية، حيث استطاعت اقتناء جاكيت رجالي وبنطال مع استمراريتها بالبحث عن ألبسة شتوية لطفلتها.
في حين بيّن فادي حلاق أحد زوار المعرض وجود ألبسة جديدة ومستعملة ذات جودة عالية، أما بالنسبة للأسعار يضيف أنها رمزية جداً مقارنة بأسعار الأسواق مشيراً إلى أن راتب الموظف لا يستطيع شراء بنطال بينما في المعرض الشتوي يستطيع أي شخص شراء كسوة بما يقارب 4 أو 5 أشخاص واقتناء ما يحتاجه أي شخص وأن المعرض فرصة مناسبة لذوي الدخل المحدود لشراء ما يحتاجونه من ألبسة شتوية.
بدوره، قال إبراهيم نصير الرئيس الروحي للطائفة الإنجيلية العربية بحلب إن لجنة السيدات ومدارس الأحد أرادتا من خلال إقامة المعرض السنوي المساهمة بتخفيف معاناة الناس من خلال التفاعل مع آية في الكتاب المقدس “كنت عرياناً فكسوتموني” وانطلاقاً من الآية الإنجيلية وبالتزامن مع الظروف الاقتصادية الصعبة والتحديات اليومية، تم إطلاق المبادرة في باحة الكنيسة الإنجيلية لجمع الألبسة الإضافية من المتبرعين وهي ألبسة جديدة وألبسة مستعملة بحالة جيدة، وطرحها في المعرض لخدمة جميع شرائح المجتمع بأسعار رمزية، والاستفادة من مردودها المادي في إعادة الإعمار من خلال وضع رسوم مالية بسيطة واستخدام المال الوارد في بناء الكنيسة الإنجيلية العربية المدمرة في منطقة عوجة الكيالي.
وأضاف القس نصير أن الناس الذين قدموا الألبسة ليسوا من أهل الكنيسة فقط بل من فئات المجتمع والأطياف كافة حيث تبرعوا بالألبسة والأحذية مبيناً أن المستفيدين من منتجات المعرض من كافة الأطياف بدون استثناء.
ونوهت تامي ديكرمنجيان نصير قائدة مدرسة الأحد في الكنيسة الإنجيلية العربية بحلب أن المبادرة السنوية لطرح الألبسة الجديدة والمستعملة بدورته الثالثة بمثابة مبادرة مجتمعية وأن اسم المبادرة جاء مما ذكر في الآية الإنجيلية في سفر أيوب “ليست لهم كسوة في البرد” انطلاقاً منها ومن إيمان الكنيسة بأن الإنسان محور المجتمع والكنيسة جزء من المجتمع السوري وانطلاق المعرض في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة واقتراب فصل الشتاء فكانت الفكرة في إعادة إطلاق المبادرة السنوية.
وأضافت قائدة مدرسة الأحد أن بداية العمل جاء ضمن آلية محددة من خلال المتبرعين والتعاون مع الجمعيات والمراكز والكنائس الأخرى الذين أبدوا استعدادهم للتبرع بالملابس والأحذية بالإضافة إلى متبرعين من تجار حلب وبداية عمليات البيع بأسعار زهيدة من يوم الأربعاء حيث بدأت أسعار الملابس من 200 ليرة سورية حتى 1000 ليرة للألبسة المستعملة، والألبسة الجديدة من 5 حتى 10 آلاف ليرة ونظراً للاقبال الكبير تم تخفيض الأسعار لما يتناسب مع الدخل وتمديد المعرض حتى يوم الأحد.
وبينت روعة عبود من لجنة سيدات الكنيسة الإنجيلية العربية بحلب أنه تم الاتفاق والمشاركة مع مدارس الأحد التابعة للكنيسة للبدء في المبادرة لبيع الألبسة الجديدة والمستعملة حيث بدئ بها في عام 2019 لأول مرة تم جمع عدد كبير من الألبسة، وتم التنسيق لافتتاح المعرض السنوي مسبقاً ومن ثم التخطيط لبداية فصل الصيف وتم جمع كميات كبيرة من الألبسة من المتبرعين وصلت إلى 20 شوالا متضمنة ألبسة وأحذية وديارة أطفال وأطقم رجالية وجاكيت ومعاطف وحقائب، مبينة أن الإقبال جيد من كل فئات المجتمع وذلك نظراً لارتفاع الألبسة في الأسواق المحلية.