الجماهير – عتاب ضويحي
ثلاث قصص وثلاث مشاركات، رصدن الواقع بكل تفاصيله الحزينة والمفرحة، كل بأسلوبها الخاص، جرت الأحداث ضمن اتساق وتسلسل منطقي، بالاعتماد على أسلوب قصصي يحاكي الواقع حيناً ويمتزج بالحلم حيناً آخر، ضمن أمسية قصصية “ترانيم للمحبة” أقامها فرع حلب لاتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع مديرية الثقافة، وبمشاركة الأديبات ” د. بهية كحيل، بيانكا ماضية ومريانا سواس” في قاعة المحاضرات بمقر الاتحاد أمس.
بداية ألقت الدكتورة كحيل قصة بعنوان “هذا الصباح” قالت عنها :إنها من وحي الواقع، لوحة حياتية عاشتها شريحة من المجتمع الحلبي أثناء الحرب، القصة تروي أحداث بطل القصة وماتعانيه أسرته من أوضاع اقتصادية واجتماعية سيئة حاله حال الكثير، يغير مكان إقامته، وتتعرض الحافلة التي كانت تقله لعمله إلى قذيفة غادرة تتسبب بإصابته ينقل على إثرها إلى المشفى، ليتفاجأ عندما يصحو بوجود جسد زوجته المسجى بالدماء بالقرب منه بعد تعرضها لقذيفة هي الأخرى أودت بحياتها ، وقد كان زوجها طلقها هذا الصباح.
في قصة “وماكان حلماً “نقلت ماضية كما أوضحت للجماهير للحلم الكثير من الأشياء والأحداث في الواقع السوري، لاسيما خلال سنوات الحرب العجاف، معتمدة المزج الفني في القصة مابين الواقع والمسرح وحركات الممثلين والممثلات والمكان الضبابي، لتخرج في النهاية لتؤكد بأن هناك حياة لابد أن نعيشها رغم الموت الذي كان مسيطراً.
ومن كتابها “هلوسات امرأة من حلب” ألقت السواس نصين بعنوان “رأسي رصيف و رضيع”، وهما نصان من نصوص الكتاب أرادت الكاتبة من خلاله توصيف الأحداث والحالات النفسية التي عاشها سكان مدينتها حلب أثناء سنوات الحرب، ونقلها للقارئ واطلاعه عليها لاسيما لمن هو خارج البلاد.
ومن جانبهم شارك الحضور بالمداخلات، إذ أثنى محمد العبد الله رئيس فرع الاتحاد على تقنية مزج الحلم بالواقع وماله من أثر في جذب القارئ والمتلقي. في حين رأى الشاعر جمال طرابلسي أن الأمسية تراوحت ما بين القصص والشعر، رصدت الأحداث بأسلوب الواقعية التسجيلية والواقعية السحرية، تشاركه الرأي الشاعرة غالية خوجة التي رأت في القصص رصد لحالات يومية تخص الأفراد والمدينة، إضافة للحلم المختلط بالواقع، وما تكشّف فيها من تحولات وانقسامات بين الذات.
تصوير. هايك أورفليان