الجماهير_ أنطوان بصمه جي
أقامت مديرية المسارح والموسيقا بالتعاون مع محافظة حلب أمسية كورالية تضمنت العديد من أغاني المطربة الراحلة ميادة بسيليس وذلك تحية ووفاء منهم لما قدمته الراحلة في مسيرتها الموسيقية، حيث أحيت الفرقة مجموعة من أغاني الراحلة وشارات مسلسلات سورية أدتها بصوتها وذلك على خشبة مسرح دار التربية بحي الفيلات بحضور رسمي وشعبي وديني.
استطاعت الراحلة ميادة بسيليس إصدار العديد من الألبومات وحجزت بصوتها الملائكي مكاناً مرموقاً بين المطربين وإغناء الموسيقا العربية برفقة زوجها المايسترو سمير كويفاتي بالعديد من الأغاني، حيث تم تقديم فيلم يوثق حياة الراحلة وشهادة بعض الكتاب والأدباء ورجال الدين الذين تجمعهم بها مواقف خاصة.
وأوضح أمين سر مجلس المحافظة جورج بخاش أننا كجمهور سوري بشكل عام وحلبي بشكل خاص فقدنا قامة فنية ووطنية بامتياز، مضيفاً أن المسرح الفني افتقد الفنانة بسيليس جسداً ولكنها بقيت في ذاكرة أبناء حلب ومحبيها من خلال روحها وأغانيها، وحضور كورال حنين من صافيتا إلى مدينة حلب لإحياء ذكراها وتحية لروحها ما هو إلا دليل بأن صوت المطربة الراحلة خالد إلى الأبد، مضيفاً أن مدينة حلب خسرت مؤخراً المطرب الكبير صباح فخري أيضاً، مبيناً أن أهل الفن والطرب تركواً أثراً جميلاً في الساحة الفنية وفي قلوب جميع المحبين.
وأكدت الدكتورة نهى بشور مديرة كورال حنين أن الفريق أحب أن يكرم مطربة أدت واجبها تجاه مدينتها وفنها فأغنت الموسيقا السورية بأغانٍ خاصة حفرت في ذاكرة السوريين، لتكون وقفة اليوم عربون شكر وتحية لروحها الطاهرة في مدينتها الأم، حيث ستقدم الفرقة أغاني متنوعة منها العاطفية والرومانسية والوطنية التي قدمتها الراحلة بشكل إفرادي في مقدمتها صمتاً صمتاً، كذبك حلو، يا غالي، يا طيوب، إضافة إلى شارات مسلسلات سورية حارس القدس وحرائر.
وحول تأسيس الفرقة الموسيقية، أضافت مديرة الكورال أن التأسيس كان في عام 2008 ويعود أداء الكورال عن طريقة المزج بالغناء الموزع هرمونياً، إضافة إلى وجود مجموعة للكبار والصغار أيضاً، وأن رسالة اليوم جاءت انطلاقاً من كون المدرسة السورية الحديثة والتجربة الوحيدة خلال 35 عاماً والتي استمرت في محاولات عديدة بالإضافة إلى وجود مدارس تعتمد على التراث مثل المطرب صباح فخري.
ونوهت الدكتورة بشور أن المدرسة الحديثة المتمثلة بالراحلة بسيليس قدمت فناً راقياً وملتزماً بقضايا الإنسان والوطن والحب وأعطت طابعاً خاصاً وجاء تكريمها اليوم بأسلوب مختلف عن الأداء الإفرادي كما قدمته الراحلة التي تعد ملكة في مجالها، في حين يبلغ العدد الإجمالي للأعضاء ما يقارب 120 شخصاً معظمهم من هواة الغناء، مضيفة أن الكورال زار غالبية المحافظات السورية خلال الحرب ولأول مرة يحط رحاله في مدينة حلب، مبينة أن توقف الكورال في مدينة حلب له أهمية كبيرة خاصة لأنها عاصمة الثقافة والفن والطرب.
وكشف الموسيقار سمير كويفاتي أنه بشكل دائم وقبل كل حفل كان ينتابه شعور واحد يختلط بين القلق والمسؤولية ورهبة الجمهور وذلك برفقة زوجته عند تواجدهما في مدينة حلب، ويبقى الشعور مترافقاً من صباح يوم الحفل حتى نهايته، مبيناً أن ذلك الشعور يترافق اليوم مع كورال حنين التي جاءت من مدينة صافيتا إلى مسقط رأس الراحلة لأداء بعض أغنياتها.
وأضاف المايسترو كويفاتي اعتقاده بأن زوجته الراحلة متواجدة روحياً في الحفل بعيداً عن أي شعور صوفي والمعتقدات الدينية وبعيداً عن الروحانيات والمقدسات، مبيناً أن أعضاء كورال حنين وعند وصولهم إلى مدينة حلب توجهوا إلى المقبرة وصلوا على روحها الطاهرة، مبيناً أن التواجد الجماهيري في المسرح دليل قاطع على أن الراحلة تركت خلفها أسرة كبيرة تضم جميع المحبين الذين بادلتهم المحبة واليوم يأتي محبوها إلى قلب مدينتها لتكريمها في غيابها.
تصوير هايك أورفليان.