بمناسبة الذكرى السادسة لكسر الحصار عن مدينتي نبل والزهراء…بطولات ودماء تروي الأرض!

الجماهير- بيانكا ماضيّة

أرسل لي أحد الأصدقاء منشوراً كتبه السيد محي الدين محي الدين من أهالي بلدة نبل والزهراء في صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، يشير فيه إلى اليوم الذي تمّ فيه تحرير بلدتي نبّل والزهراء، وكسر الحصار عنهما منذ سنوات ستّ، وذلك بالقول:

“لم يكن يوم الأربعاء 3/2/2016 يوماً عادياً. فقد كان جميع أهالي مدينتي نبل والزهراء المحاصرتين منذ ما يقارب الأربع سنوات يتابعون أخبار الجبهة لحظة بلحظة. وكان العالم كله يتابع وينتظر حدثاً مهمّاً يوشك أن يقع.
كان اليومَ الثالث للعملية العسكرية التي انطلقت يوم الاثنين من دوير الزيتون باتجاه نبل والزهراء لكسر الحصار عن المدينتين.
تجاوزت القوات المتقدّمة بلدة تل جبين ثم حردتنين حتى وصلت إلى بلدة معرسته الخان، وكان مقاتلو نبل الزهراء، ومن مواقعهم في بلدة الزهراء الشرقية، قد شنّوا منذ صباح الأربعاء هجوماً باتجاه سواتر الإر*هابيين في معرسته الخان، ودارت هناك معارك شرسة.
منذ الصباح بدأت تتوارد أخبار سقوط مجموعة من الشهداء كانت جثامينهم الطاهرة تصل تباعاً وتحت قذائف الحقد التي كانت تتساقط على المدينتين، كان الناس يشاركون في دفن شهدائهم؛ لتستقر أجسادهم في روضتي الشهداء في المدينتين.
طال الترقب والانتظار وأخبار متضاربة تتوارد تباعاً. كانت معنويات الناس عالية والصبر والانتظار لسماع الخبر المفرح هو سيد الموقف.
وقبل أن تغرب شمس يوم الأربعاء 3/2/2016 وصل الخبر البشرى (التقت قوات نبّل والزهراء بقوات الجيش والقوات الرديفة التي دخلت إلى المدينتين من جهة الشرق).
“فُكَّ الحصار” “فُكَّ الحصار”، وفرَّ الإرهابيّون .
ويتابع: كانت الفرحة عارمة وتنشّقَ الجميع عبق الحرية بعد حصار ظالم دام سنوات. لم تذهب دماء الشهداء سدى، وبدأت تتوارد أخبار المعارك والبطولات والشهداء.
كان الخبر مدويّاً في وسائل الإعلام والقنوات المعادية. إنّها لمعجزة أن تصمد هاتان المدينتان لمدة أربع سنوات تعجز خلالهما كل الفصائل الإر*هابيّة وخصوصاً جبهة النصر*ة عن اقتحام المدينتين. إنه انتصار كبير عسكرياً ومعنوياً، وهو ثمرة صمود مئات الجنود الصامدين الذين سهروا ورابطوا على ثغور المدينتين وسواترهما ليلاً ونهاراً صيفاً وشتاء .
إنّه ثمرة دماء مئات الشهداء الذين بذلوا دماءهم صوناً للأرض والعرض والعزة والكرامة.
ولأول مرة تنام المدينتان وهما حرّتان عزيزتان.
ومع إشعاع الخيوط الأولى لشمس يوم الخميس 4/2/2016 بدأت القوات الرديفة التي شاركت في فتح الطريق، تدخل بلدة الزهراء رافعة أعلام النصر، حيث استُقبلت بحفاوة بالغة وفرحة عارمة من أهالي الزهراء الذين نثروا الورود والأرز ترحيباً بالضيوف الكرام.
وعند أجساد الشهداء الطاهرة في روضة شهداء بلدة الزهراء، كانت المحطة الأولى حيث يرقد صانعو النصر.
قُرِئت الفواتح لأرواحهم الطاهرة والتقطت الصور، ثم تابع الموكب إلى مدينة نبل حيث كان الأهالي في الشوارع ينتظرون الفاتحين الذين طال انتظارهم.
غصّت الشوارع وعلت صيحات التكبير والترحيب ونثرت الورود، ورأى الناس دموع الفرح من أعين قوات جيشنا الباسلة والقوات الرديفة، ورأينا كيف يسجد البعض منهم على الأرض ويقبّلها.
اتجه الجميع إلى حيث يرقد أصحاب النصر الحقيقي، روضة شهداء مدينة نبل ، جال الموكب شوارع نبّل وشاركوا الناس فرحتهم.
كان يوماً لا يُنسى. حُفرَ في ذاكرة الناس، شاهداً على أن إرادة الصمود تصنع المعجزات.
إنه يوم خلّده التاريخ شاهداً على أنّ ها هنا شعب عزيزٌ أبيٌّ صمد وصبر وضحى وانتصر”.
هكذا ينهي السيد محي الدين منشوره على موقع التواصل الاجتماعي.. وبتواصلنا معه، وسؤالنا له عن مشاعره ومشاعر أهل بلدتي نبّل والزهراء، تجاه ذلك اليوم الاستثنائي الذي تمّ فيه ذاك النصر المجلجل، ألا وهو كسر الحصار، واليوم احتفالاً بالذكرى السادسة لتحريرهما، يقول: “لا شكّ أننا نستذكر ذلك اليوم بفخر واعتزاز؛ لأنه كان خاتمة مرحلة الحصار التي دامت سنوات بما فيها من آلام ومحن فقدنا خلالها المئات من خيرة شبابنا..نعتز بذلك اليوم؛ لأنّنا انتصرنا على جبهة النصر*ة وكلّ المنظمات الإر*هابيّة التي حاولت الدخول إلى المدينتين، ولكنها فشلت”.
وهكذا، وبهمّة الأبطال الأشاوس من القوات جميعها، قوات الجيش العربي السوري، والقوات الرديفة، والقوات الصامدة والمدافعة عن البلدتين في داخلهما، تمّ كسر الحصار، وتمّ كسر شوكة المنظمات الإر*هابيّة ومشغّليها، وفرّ الإر*هابيّون يجرّون أذيال هزيمتهم، بعد أن قتل منهم من قتل، وفرّ منهم من فرّ، وانطلق أهالي البلدتين نحو الساحات والشوارع احتفالاً بحرّيتهم وبهذا النصر الكبير، فلا أجمل ولا أكثر فرحاً وعزّة وشموخاً حينما يلتقي الجيش العربي السوري وقواته الرديفة بالأهالي الصامدين المحاصرين، إنّه لشموخ سورية وفرحها ونصرها، والذي سيكتمل باسترداد آخر بقعة من هذي الأرض المقدّسة من أيدي غاصبيها، ويكون فرحٌ عظيمٌ، عظيمٌ جداً.

رحم الله شهداء سورية جميعهم، والسلام لأرواحهم، والمجد لك سورية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار