الجماهير- بيانكا ماضيّة
كنت أبحث في ملفات جهاز الكمبيوتر المنزلي لديّ عن بعض الصور، فإذا بصور رحلة مصر التي كانت بتاريخ 6/ 12/ 2009، إذ حينها دعيت دعوة خاصّة إلى القاهرة، بصفتي كاتبة (وربّما صحفيّة)؛ للمشاركة في مؤتمر لدور نشر عربيّة مدعوّة من كل أنحاء الوطن العربي. كانت الدعوة على نفقة أصحاب المؤتمر، وهم شركة دار كتب عربيّة، التي تواصلت معها ذات يوم قبل المؤتمر؛ لأجل السؤال عن طباعة كتاب ما إلكترونيّاً..
تمّت دعوتي عن طريق الإيميل، من قبل المدير التنفيذي لشركة دار كتب عربيّة، لكن خلت أنّ في الأمر (إنّ) إذ كيف أتأكد من قيام هذا المؤتمر، اتصلت بالفندق الذي سيستضيف جلسات المؤتمر والضيوف القادمين من أنحاء الوطن العربي، فأكد لي موظف الاستعلامات ذلك..
تمّ حجز بطاقة الطائرة من القاهرة،وكذلك الحجز الفندقي في فندق لم أعد أذكر من اسمه سوى (أنتركونتيننتال) ويقع على طريق مطار القاهرة، وحينها دخلت عبر الإنترنت لأستطلع هذا الفندق، فكان فندقاً من فنادق الخمسة نجوم.
حين الإقلاع من حلب والوصول إلى القاهرة، كان الترتيب على أتمّه، من استقبال، وخط هاتف خلوي، وإيصال إلى الفندق، وكان البذخ الذي رأيته فيما بعد على أكمله… حينها كانت مجموعة أصحاب دور النشر في رحلة عبر اليخت في نهر النيل، لم أستطع اللحاق بهم؛ لأني وصلت متأخرة من حلب، وتمّ التأكيد لي على أنهم لن يعقدوا الجلسة الخاصّة بدور نشر سورية إلا بوجودي بينهم… استغربت للأمر، إذ ما أهميّة أن أكون موجودة في الجلسة مادام المؤتمر لأصحاب دور النشر؟!…وكان الأستاذ سامي أحمد (مدير دار التكوين بدمشق مدعوّاً، وقد تعرّفت إليه هناك، إضافة إلى صاحب دار نشر أخرى نسيت اسمه)، المهم، حين عقدت الجلسة عبر طاولة مستديرة، كان بيننا فريق ألماني مؤلف من شخصين، يوجّهان أسئلة دقيقة جداً، وربما كانت خطيرة؛ لمعرفة كل مايخصّ النشر والتوزيع في سورية، وفي أنحاء الوطن العربي كله. أما الأسئلة التي وجّهت لي فكانت متعلقة بالصعوبات التي قد أواجهها من ناحية النشر، وحينها أجبت بأن لا صعوبات خاصة بي؛ لأني أستطيع النشر في بلادي!.
بعد رؤيتي اليوم للصور مجدّداً تساءلت ماكانت مهمة الفريق الألماني في تلك الجلسة؟ فتواصلت مع الأستاذ سامي اليوم؛ لإعلامه بأني سأرسل له الصور التي التقطتها آنذاك والخاصّة بالمؤتمر كله، ولسؤاله عن مهمة الفريق الألماني، إضافة إلى سؤال آخر، وهو: لم كانوا يدوّنون كل صغيرة وكبيرة في أثناء الجلسة، ألم تتساءل في نفسك هذا السؤال يا أستاذ سامي؟! فأجابني: أبداً لم أعرف إلا أنهم نصبوا علي بأربعة صناديق كتب، لم يدفعوا ثمنها إلى الآن. مع ضحكة طويلة في آخر السطر!
وبقي السؤال قائماً: ماكانت مهمة الفريق الألماني آنذاك؟!
—-
ملاحظة (1) في إحدى الصور المرفقة هناك صبيّة التقطت صورة معها في مطار القاهرة، وكانت تجلس بقربي في الطائرة، وتبكي بكاء مريراً، راعني الأمر، فسألتها عن بكائها، فقصّت لي قصّتها، بأنها طالبة في جامعة القاهرة، وقد ودّعت عائلتها وأقاربها وبلدها (سورية) للدراسة في مصر.. ولم تتوقف طيلة زمن الرحلة عن البكاء، وبعد عودتي من مصر كتبت مقالاً عنها في صحيفتنا الجماهير.
ملاحظة (2) حين وصولي إلى الفندق، وكان الضيوف حينها في اليخت، تجوّلت في الفندق، فسمعت زغاريد خارجة من إحدى الصالات، ثارني الفضول لرؤية التقاليد المصريّة في الأعراس، فدخلت الصالة، وحينها سألني أحد القائمين على العرس عمّا إذا كنت من أقارب العروس أم العريس، فقلت له من أقارب الاثنين، وأنّي صحفية وكاتبة قادمة من سورية، فما وجدت نفسي إلا بين أهالي العريس والعروس في وسط الزفّة.