خالد فهد حيدر.
اتخذ القرار وبدأت العملية العسكرية التي لا تزال مستمرة وهي إلى يومنا محدودة ضمن الأراضي الأوكرانية ولا ضمانة أكيدة أن لا تمتد إلى ما بعد الجغرافيا الأوكرانية و الأهم وربما الأخطر في هذا القرار هو عدم إمكانية التراجع، فقد مضى في طريق اللارجوع و بأي ثمن هذه هي المعادلة الصعبة جدا والبالغ الخطورة هو في أن التعقيد المتزايد مع كل يوم يمضي، فالتداعيات وصلت إلى مختلف أنحاء العالم اقتصاديا، و أما عسكريا فارتداداتها غطت عموم القارة العجوز، هذه التي بدت هشة و قاصرة و متخبطة و المثير للسخط أنها بدت سطحية و مغفلة، ففي اللحظة التي اندفعت إلى ما تريده واشنطن حتى استفاقت على أنها و خلال أيام فقط على حافة البرد الشديد و التسارع في ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية وصل إلى حدود مرعبة بالنسبة للأوروبي الذي لم يعتد لذلك وكانت تدهشه تحركات الأسعار بنسب أقل من ١% .
المهم هذا القرار كان صعبا ولكنه اتخذ ومن اتخذه يدري ويعلم علم اليقين بكل ما يمكن أن يترتب عليه من فوائد ومساوئ ومخاطر، ومع مرور الأيام تتبين الحقائق التي لا شك فيها، و هي أولا بأول أن روسيا لن تتألم اقتصاديا إلا بالقدر الذي ستتألم فيه أوروبا مع ميزة نسبية تجعل من كفة روسيا مرجحة في القدرة على التكيف والمضي إلى آخر ما يمكن أن يظهر أو يطرأ على مختلف المستويات و الجبهات المدنية و العسكرية و حتى اللحظة الميدان يقول بأن الجيش الروسي وحلفاءه في الداخل الأوكراني يحققون النصر تلو الآخر .
لن تحدث حرب عالمية والأمر الذي يمكن أن يحدث هو إضعاف ما تبقى من قوة أوروبية و تحقق واشنطن مكاسب في المزيد من إحكام هيمنتها على أوروبا التي تريدها واشنطن ضعيفة وتابعة ونعتقد بأن تسوية ما ستتم مع الإقرار بالمصالح الحيوية لروسيا المستمرة بالصعود.