الجماهير || وسام العلاش
أدوات بسيطة يستخدمها الشاب عبد القادر عصعص في مهنة تركيب العطور تتكون من أنبوب زجاجي وحقنةً كبيرة معبأة بـ “الزيت العطري” عالي التركيز، يضع بعضاً منها ويكمل تعبئة الزجاجة بنسبة من “الكحول الطيارة” الممزوجة بـ”المثبت العطري ” ويستخدم آلة تسمى “المكبس” لإغلاق غطاء الزجاجة بشكل محكم يمنعها من تسرب العطر.
يكرر عصعص هذه العملية في كل مرة يقصد فيها زبوناً لمتجره الواقع في منطقة مكتظة بالمارين لتعبئة عطرهم المفضل.
يقول عصعص: تعتمد مهنة تركيب العطور بشكل أساسي على الزيوت العطرية “الأصانص” وبعض الفوارغ الزجاجية والكحول المثبتة ، مضيفاً أنه قبل
شهرين من الزمن كانت نسبة مبيع العطور ومواد التجميل بنسبة 60% أما حالياً فقد اختلفت حركة الشراء بنسبة 50% ويعزو عصعص السبب في الإرتفاع العالمي لأسعار المواد الأولية حيث ارتفعت نسبة الأسعار العالمية بخطوات متسارعة لتصل إلى 40% ، فالكحول الذي يعتبر مادة أساسية في تصنيع العطور ارتفع سعره حتى بات من المواد المفقودة بسبب توجه استخداماته نحو صناعة المعقمات أثناء جائحة كورونا .
ولهذه الأسباب لجأ الزبون إلى التقنين في شراء العطور أو تعبئة الزيت العطري المعروف بـ “الأصانص” كون رائحته تدوم أكثر.
وعن أسعار تعبئة العطور وأنواعها يتحدث عصعص أن هناك أنواع وماركات مختلفة الجودة وكلٌ له سعره فهناك الأصانص المستورد الأوروبي يعود تركيبه لشركات عالمية يبدأ بسعر/350/ ألفاً للغرام الواحد ، أما النوع المتوسط المستورد الإسباني و الهولندي ويتراوح سعره مابين /160-170/ للغرام الواحد إضافةً للنوع العادي الصيني وهو الأكثر رواجاً لانخفاض سعره /80/ ألف للغرام الواحد.
وتتميز مهنة تعبئة العطور بدوام استمراريتها بالرغم من ارتفاع المواد الأولية بحسب ما أوضح عصعص وتعود لرغبة الزبون في الكمية التي يريد تعبئتها مضيفاً أن /35/ملم من حجم العطر هو الأكثر طلباً وتعود تكلفته بسعر /3/ آلاف ومافوق ،
وهناك من يرغب بحجم /65/ ملم وفي النهاية يعود لرغبة الزبون.
يذكر أن مهنة تركيب العطور في حلب قديمة جداً حيث كان يفوح شذاها في أغلب أنحاء الأسواق القديمة ولاتزال قائمة حتى الآن وشيوخ كارها يصدرون ما تعلموه من حرفية هذه المهنة للأجيال الحاضرة، نظراً للإقبال الكبير على اقتناء كافة أصناف العطور الزيتية والكحولية إضافةً لتوفر سعرها الذي يناسب ال