الجماهير || عتاب ضويحي
محمد درويش ، شاب في الرابعة والعشرين من عمره، في حي الجلوم القديم يرسم أحلامه ويعزف أمنيته على وتر الحلم، استوحى من حبه وعشقه للغناء والعزف اسم مشروعه الصغير المتواضع “في قهوة ع مفرق الطريق”.
عنه وأحلامه كان للـ”الجماهير” فرصة الوقوف عندها، وعن قصته مع موهبته قال درويش :عشقت الغناء منذ طفولتي، وشجعني والدي كثيرا وأخذني معه إلى الكثير من الحفلات، لكن بسبب سوء الأحوال المعيشية في طفولتي آنذاك لم أتابع الاعتناء بموهبتي، بل اكتفيت المشاركة بالحفلات المدرسية، وعند بلوغي سن ال18 التحقت بالخدمة العسكرية، وبعد عام تعرضت يدي للإصابة ما أدى لتفتت العظم وتسبب بإعاقة حركية بالمفصل، على إثرها تم تسريحي من الخدمة الإلزامية، وهنا بدأ الفراغ يتسلل لحياتي، ولم أجد سوى موهبتي سبيلاً لطرده، فالتحقت بمعهد صباح فخري للموسيقا، تلقيت خلال سنتين ونصف كل الدعم من أساتذة المعهد وعلى رأسهم “محمد سميح كور، عمار حميدية، بسام فرفوط” دعمهم لم يكن من باب التعاطف مع إصابتي، لكن إيماناً منهم بموهبتي، تعلمت المقامات والقدود والموشحات، إلى جانب تعلمي العزف على آلة العود التي لم اخترها اعتباطاً، بل عن إرادة في تحدي إصابتي لاسيما وإن الكثيرين من حولي أحبطوني وشككوا بمقدرتي على العزف بسببها، كنت أتدرب على الغناء والعزف ساعات متواصلة تصل لأكثر من 10 ساعات يومياً ، وأحياناً حتى يخرج الدم من أصابعي ، لكن حلمي كان يشجعني وغيرتي التنافسية تشحذ همتي، حتى وبشهادة أساتذتي تفوقت على ممن سبقوني، وتقدمت الى برنامج المواهب “نجم حلب”.
حلمي تطوير موهبتي وصقلها أكثر وأقف للغناء أمام الفنان كاظم الساهر، وبالنسبة لعمله والذي كان بدعم من مشروع جريح وطن، يأمل درويش تطويره وتوسيعه يوماً ما ليصبح “كافيه” كبيرة، لأنه يعشق عمله وهوايته، ولا يتردد في ادخار جهد من أجلهما، فهو كما ذكر يعزف للمارة وللزبائن لحناً ما ويطلب منهم أن يحزروا المقام ولهم فنجان قهوة مجاناً، ولا يقف عند ذلك بل يحب تدليلهم أيضاً بعبارات يكتبها على مدخل محله تدفع على التفاؤل خاصة عند أولئك الذين أتعبتهم الحياة وأهمتهم ومنها “عيب تعدي من دون ما تشرب قهوة عندي، خذلك شفة قهوة عشانك وحياة ولادي مابتندم”وغيرها.
وفي ختام حديثه وجّه درويش للشباب الموهوب نصيحة بأن يسعى لتحقيق حلمه وتنمية موهبته حتى لا تموت، والا تقف أي إعاقة أو معوقات في طريق تحقيق الحلم، متمنياً دعم الشباب الموهوبين لأنهم بحاجة لفرصة فقط.
تصوير – عماد مصطفى