الجماهير || عتاب ضويحي
رحلة في ثنايا البيئة الشرقية الأصيلة بين البيوت وزخرفتها، الأرض وجذورها، أشجار الزيتون والليمون، المرأة بحضورها ورمزيتها، الألوان الترابية والمضيئة، قدمتها أعمال الفنان الفلسطيني محمد الركوعي الـ “49” من خلال معرضه الفردي الذي أقامه في صالة الخانجي أمس.
عن أعماله أوضح الفنان الركوعي للـ”الجماهير” أن كل لوحة إنما هي حكاية من بيئتنا الشرقية، من كل شيء جميل حولنا، تتداخل الأفكار فيما بينها بالكثير من الرمزية والسريالية، لتخرج اللوحة بطريقة جميلة تشد المتلقي، ضمن تكنيك عمل خاص اهتم بأدق تفاصيله لأبرز جمالية بيئتنا الشرقية من بيوتها، أرضها، المرأة وماتعنيه من دلالات كثيرة “الأرض، العطاء”، وكان اللون الأسود حاضراً وملازماً لكل الألوان في أعمالي لاسيما مع اللون الأبيض لإظهار الجمال وهو ما أسعى إليه.
وحول الرؤية الفنية لأعمال الركوعي، أشار الفنان التشكيلي إبراهيم داوود إلى أن أعمال الفنان الركوعي مستمدة من الشرق من أجواء وطنه فلسطين، دمج بين الرمزية والسريالية وجسد معاناة المرأة التي رمزت لوطنه، إضافة لمنمنات أخرى فيها حداثة.
تشاركه الرأي الفنانة التشكيلية لوسي مقصود إذ رأت في أعمال الفنان انتماء واضح للمكان والجذور والهوية، مايعطيه اسم فنان بحق، فكل لوحة تحمل رائحة فلسطين، حتى الزخرفة المعتمدة مستوحاة من الزي الفلسطيني.
واعتبر الفنان التشكيلي ثائر هزي أن الفنان الركوعي متمكن من أدواته، يطرح مواضيعه بهذه الإشكالية على مستويات متعددة بلغة بصرية ضمن أسلوبية خاصة، فالمرأة عنده تخرج من حالة الرمز لتشكل عدة رموز مبنية على خلفيات من الظرف السياسي المتعلق بالمكان والزمان.
وبدوره قال الفنان التشكيلي خلدون الأحمد إن الزخرفة والفسيفساء الشرقية التي اعتمدها الركوعي ، أعطت طابعاً شرقياً لأعماله، إضافة للأجواء الحميمية في علاقته مع الأرض، وقضية فلسطين، والأسرة وكل ماله علاقة ببيئته، يخدمه في ذلك باعه الطويل وبصمته الخاصة بالفن.
تصوير – هايك أورفليان