الجماهير || رفعت الشبلي
اضطرني الموقف الى رفع يدي لسيارة تكسي اجرة ، و الرجل لم يصدق أن احداً رفع يده ،ليقف مثل المسمار ..
– لوين ابو الشباب .. ؟؟ الى الحي الفلاني .. تفضل الأجرة خمسة آلاف ..!!
الحقيقة صدمني وحاولت ان اتفادى هذه الصدمة بأن اشركت معي اكثر من راكب وقمنا بتقاسم اجور النقل ، في الحقيقة لم اخطط لاشراك احد فالامر جاهز تلقائيا ، المواطنون اعتادوا على التكيف في تلك المواقف ، وذلك لعدم وجود سرافيس او غيرها من وسائل النقل المتاحة .
بدأ سائق التكسي المناظرة بيني وبينه عن غلاء البنزين وكيف انه اشترى لتر البنزين الحر بخمسة آلاف ليرة ، و انا اردها له بالحديث عن ضرورة تحديد تسعيرة اجرة التكسي والعداد ، وكيف ان القرارات تصدر مثل زخ المطر للحفاظ على ما تبقى من حال المواطنين ، بينما هو يناظرني في سرد صعوبات الحصول على البنزين ، قاطعته بحديث عن الأوضاع الدولية وتأثيرها على الوضع المعيشي ليرد ” اش خصني يصطفلو ” بدي بنزين … و كأن صاحبنا لن يتنازل عن ليرة واحدة ، ثم حاولت ان اضرب له مثلا عن دولة موزمبيق او الكونغو او حتى قبيلة الهوتو بوتو .. الا ان صاحبنا أذن من طين وأخرى من عجين ، قلت لنفسي أعطيه بضع كلمات عن الرحمة ورمضان الكريم ، أختم بها آخر خمس دقائق من مناظرتنا و قبل نهاية المشوار ، لعله يصطلح دينياً ويرحمنا ويكتفي بثلاثة آلاف ليرة، الا ان صاحبنا طنش ودس النقود بجيبه دون أن يعر لتوسلاتي أي اهتمام ..فمن منا المنتصر في تلك المناظرة …؟؟