#الجماهير || ياسمين درويش
تتميز مباني حلب القديمة بجمالها وإتقان بنائها لتحكي قصة الأيدي الماهرة التي شيدتها عبر العصور .
كما أن جودة بناء تلك الأبنية ومتانة المواد المستخدمة في إنشائها كانت سببا في بقائها صامدة حتى يومنا هذا على الرغم من مرور الوقت الطويل على وجودها.
وتنبع أهميتها بأنها لا تزال تؤدي الوظيفة التي شيدت من أجلها كدور السكن ودور العبادة كالمساجد والكنائس.
ولا يخفى على أحد تغير طرق البناء عبر العصور والعهود، كذلك اختلاف المواد المستخدمة في التشييد والبناء.
ولنعرف العناصر المعمارية التي تتكون منها الأبنية الأثرية في مدينة حلب ومواد البناء المستخدمة فيها التقت ” الجماهير ” المهندس المدني الاستشاري محمود سيكت عضو لجنة التراث في نقابة المهندسين فرع حلب، عضو لجنة الدراسات والبحوث الاستراتيجية في جامعة حلب .
· العناصر المعمارية الشاقولية
أوضح المهندس سيكت أن العناصر المعمارية للأبنية الحجرية التراثية تتألف من العناصر الشاقولية الحاملة والعناصر الأفقية المحمولة والسراويل الحجرية والإطارات الحجرية.
وتتكون العناصر الشاقولية من الأعمدة والدعامات الحجرية والجدران.
فالأعمدة تكون عادة دائرية المقطع مكونة من الحجارة الكلسية أو الغرانيت أو البازلت وترتكز عادة على قاعدة حجرية تدعى كأس العمود ويعلو العمود تاج مزخرف يرتكز عليه قاعدة القوس ونجدها عادة في واجهة الليوان وتحمل الأسقف في دور العبادة كما نجد الأعمدة في الأروقة.
وبين سيكت أن الدعامات الحجرية تتكون من أعمدة حجرية مربعة الشكل تحيط بها طبقة من الحجارة ونواتها مملوءة بالركة المغموسة بطينة قصر الملد.
أما الجدران الحجرية فتتكون من طبقتين داخلية وخارجية وبينهما طبقة من الركة المغموسة بطينة قصر الملد، وتكون الطبقة الخارجية من الجدران عبارة عن حجارة منحوتة الوجه تضاف إليها النقوش والزخارف وأحيانا تضاف بعض الرموز الدينية.
· العناصر المعمارية الأفقية
وبالانتقال للحديث عن العناصر المعمارية الأفقية كالأسقف والقباب التي شكلها المعماري الماهر بعدة أشكال، بين سيكت أن هناك الأسقف الخشبية المحمولة على دعامات خشبية مصنوعة من خشب الطنوب والتي يعلوها الطبق الخشبي ومن ثم طبقة الردم تغطيها طبقة من قصر الملد التي استعيض عنها فيما بعد بالعدسات البيتونية.
ولا نغفل وجود أسقف العقود والعقد هو عنصر معماري يستخدم بصورة متكررة إلى جانب بعضه البعض لتشكيل السقف، ونلاحظ أسقف القباوات والقبوة هي القبة من الداخل أو السقف وتزخرف بتكوينات هندسية كالنوافذ والكوى أو تتشكل بتشكيلات فسيفسائية، وكل من أسقف العقود والقباوات تتكون من حجارة الغمس أو الحجارة المنحوتة والتي تتقاطع في مركز السقف وتكون أبعاد حوالي الخمسة أمتار ومن مرتباتها.
ونجد أيضا الأسقف السريرية المتولدة من قوس من دائرة ونصادفها في الأقبية و تتكون من حجارة الغمس أو الحجارة الملساء.
وأضاف المهندس محمود سيكت قائلا:
وبالعودة للعناصر المعمارية المتواجدة في الأبنية الأثرية نجد السراويل الحجرية وهي عنصر معماري وسيط بين العنصر الشاقولي والأفقي ويتواجد في زوايا الجدران أو في بداية تشكل العقود لحجرية أو أسقف الغمس، كما تستخدم للانتقال من حالة التربيع إلى حالة المثمن أو الستة عشر ضلعا لتشكل الارتكاز للإطارات الحجرية الحاملة للقبة، وتتكون السراويل الحجرية من حجارة الغمس أو الحجارة المنحوتة.
ونختتم بالعنصر المعماري المعروف باسم الإطارات الحجرية والتي غالبا تقوم بتكوين قاعدة للقبة التي ترتكز على تلك الإطارات الحجرية.