وما بعد الجلاء ؟!

الجماهير || محمود جنيد
في يوم الجلاء تنزع أرواحنا التي استعمرتها ظروف الحياة الأصفاد عن أجنحتها المتكسرة، لترفرف رافلة عبر بوابة الزمن إلى ركن الشمس التي أشرقت قبل ستة وسبعين عاماً، موقظة صرخة ولادة النصر وإعلان تحرير الأرض السورية الطاهرة من دنس الغاصب الفرنسي، على أيدي أهل الراية أجدادنا المقاومون، وبيارقها من شهداء العزة و الكرامة الذين ارتقوا دفاعاً عن القضية، مسلمين الأمانة لمن ائتمنها.
وما بعد الجلاء، لن يكون إلا جلاءً لذيول الإرهاب وبقايا أدوات الحرب التي تضافرت قرون أشرار وشياطين الأرض لإشعالها في سورية تمهيداً لاستعمار جديد سقطت مخططاته، وتبعثرت علوجه وتوارت فلوله في شعاب الظلام تنتظر مصير من سبقها من غزاة دحرتهم سورية منذ فجر التاريخ، لتبقى أيقونة التاريخ والحضارة الحية كما شعبها الذي صمد وصبر ورابط وناضل، وانتصر مثل كل أحرار الأرض الذين حاول الغزاة استعمار بلادهم.
وما بعد الجلاء لن يكون إلا جلاءً للكيان الصهـ.ـيوني الغاشم عن جولاننا العربي السوري الحبيب المحتل ، وعن أرض قبلتنا الأولى فلسطين العربية المقدسة طهر الأطهار التي باع المتخاذلون قضيتها، و اشتراها الأبطال الذين نبتوا من جذورها ليثمروا في عرائش الأمل بالتحرير ولو بعد حين، ليس غريب عن أولئك الأبطال الذين قزموا المحتل بشجاعتهم وبطولاتهم، منتصبي القامة .. مرفوعي الهامة يواجهون و يدافعون ، يحملون في أكفهم قصفات الزيتون والنعش على أكتافهم مخرزاً في أعين الجبناء، لا يهابون الموت دفاعاً عن الأقصى الذي استباحه أحفاد خيبر.

وبالنسبة لنا كمواطنين ونحن في غمرة الاحتفال بجلاء المستعمر الفرنسي عن بلادنا الطاهرة، فإننا ما زلنا في طور الجهاد و النضال و الصمود و التصدي و الصبر ، نحاول أن نحاصر حصارنا الخارجي ( قيصر و أذنابه) و الداخلي الأشد مضاضة ( الفساد و أعوانه) ..ومن سار على درب الانتصار وصل .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار