الجماهير || أسماء خيرو
مؤمنا بأن الاجتهاد والعمل هما السبيل للوصول إلى تحقيق النجاح ، وبأن كل مستحيل يحمل بين طياته ألف ممكن ، انطلق بطموحه ليسير على درب عظماء الطرب الأصيل في مدينة حلب ، يمتلك صوتا صافيا تطرب له النفوس وتهتز له أوتار القلوب، صوتا يطمح للحفاظ على أصالة الغناء العربي وعدم التخلي عن القصيدة العربية والموال والموشحات الأندلسية .
إنه الشاب كمال الفتى أحد المواهب الواعدة الذي اعتنى بخامته الصوتية وأعطاها حقها الفني فنجح في جعل طموحه واقعا يتلألأ…
عن بداياته قال : كانت البداية في عمر الثانية عشر حينها كنت أدرس في الصف السادس ، حيث كنت استمع بشغف إلى عظماء الفن الحلبي وكان صوت كل من المطربان ( أديب الدايخ ، وصباح فخري ) يؤثران بي حد السحر والعشق ، مادفعني لأحفظ عنهم ما استطعت من الأغاني لأرددها في البيت والمدرسة وفي كل مكان، وشيئا فشيئا أتقنت الغناء ، وحتى أتعلم أصول وقواعد غناء القدود والموشحات والمقامات الموسيقية وأكون على دراية تامة بهم ، تدربت على يد الفنان صفوان العابد ، وبذلك تطور أدائي وزادت معرفتي ،وإلى وقتنا الحاضر مازلت أتدرب على الغناء وأحاول جاهداً أن أهتم وأعتني بخامتي الصوتية وأعطيها حقها ،وتنميتها قدر المستطاع بالتدريب والإعادة إذ أحرص دائما على ترديد الأغاني الطربية التراثية فهي بمثابة الصديق والأنيس لي ،
وكان لعمل والده أحمد الفتى في الإخراج وجده في التصوير الأثر الكبير في تكوين شخصيته الفنية يضيف كمال ويقول : ذهابي مع والدي إلى جلسات التصوير والإخراج كان له الأثر الكبير في تكوين شخصيتي الفنية إذ مكنني من التعرف على أجواء الفن ومشاهدة الكثير من الفنانين، إضافة إلى أني كنت أحرص دائما على حفظ قصائد الشعر العربي ذات الكلمات الراقية مثل ( إن العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحيين قتلانا) مبينا بأن الدافع القوي وراء صقل موهبته الفنية كان أغاني الزمن الجميل التي تربت أذنه عليها إذ كانت بمثابة القمر الذي جعل من صوته أهزوجة تتألق بين طيات القد الحلبي ومقامات الطرب الأصيل .. .. ….
الشاب كمال إضافة لسعيه لاحتراف الغناء من أجل الحفاظ على تراث الغناء العربي وخاصة القدود الحلبية لديه اهتمامات ونشاطات كثيرة تتخذ مسارات عديده مابين احتراف التصوير والمونتاج وتأليف الشعر والقراءة فضلا عن أنه يتابع الدراسة فهو اليوم في الصف العاشر العلمي ، ويمتلك ثقافة واسعة في التاريخ والفلك والجغرافيا والعلوم الروحانية، يقول : لقد ألفت حتى يومنا هذا أكثر من ٣٥ قصيدة شعرية ونلت جائزة أفضل شاعر من قبل وزارة التربية السورية، كما أني أكتب الخواطر الأدبية وأسعى لتأليف موال خاص بي ، وحاليا أعمل في مجال التصوير والمونتاج، مشيرا إلى أنه شارك في الغناء مع الكورال في صالة معاوية كما له العديد من المشاركات في الأمسيات الثقافية والغنائية والأنشطة المدرسية ، فضلا عن أنه يجتهد في الدراسة من أجل التخصص بعد نجاحه في الثانوية العامة إما في مجال الطب البشري أو هندسة الطيران .
كمال يعتز كثيراً بصديقه محمد بدرة الذي أعرب بأنه يحرص دائما على مرافقته أينما ذهب وتشجيعه على الغناء مشيرا إلى أن كمال شاب واع ومجتهد ويمتلك طموحا لاحدود له ، جل اهتمامه عدم التخلي عن القصيدة والموشح والموال والحفاظ على الكلمات التي تحمل القيم الإنسانية ، محبا وحافظا للشعر العربي والجاهلي وقارئا نهما ..
حارات حلب القديمة وبناؤها الأثري تعني لكمال الكثير وتوحي له بالكثير فهو يعشق رائحتها وتصاميمها المعمارية لذلك يقضي معظم وقته متجولا في أزقتها مشبها إياها في ختام حديثه بالأم الحنون آملا بأن يستمر في تقديم الغناء العربي الأصيل لا الشعبي الذي لايحمل أي قيمة فنية ويعتبره سطحيا لايمثله كشاب من مدينة حلب ذات التاريخ الفني العريق وبأن يحقق الله حلمه ويصبح فناناً عظيماً كصباح فخري أيقونة الطرب الأصيل .