الجماهير || وسام العلاش
“أصبحنا نستذكر أيام العيد واجتماعاتنا عند الجدة لنتعاون في صناعة المعمول لنستيقظ صباح العيد ونجلس في فسحة الدار مع فنجان قهوة وصحن كعك العيد ” هكذا استذكرت أم أحمد بحرقةً أيام العيد التي كانت تعيش طقوسها، متابعةً حديثها أن اليوم وفي ظل الإرتفاع الجنوني للأسعار لم يعد هناك اجتماعات للنسوة قبل أيام العيد لتحضير الكعك ولم يعد ذلك الصحن الكبير المليء بالكعك ذو اللمسة العتيقة من أمهاتنا ولا تلك العادات والطقوس التي تسبق العيد.
فالإرتفاع المستمر للأسعار الذي شهدته الأسواق في بداية شهر رمضان جعل من المواطن في حالة من الدهشة إذ تلقى الصفعة الأولى قبل أسبوع من بداية شهر رمضان من الإرتفاع الغير مسبوق للأسعار
على مختلف السلع ابتداءً من الخضار ونهاية بالمواد التموينية .
كلفته باتت مرتفعه
أما سعاد فلم تستطع شراء مستلزمات صنع الكعك بسبب غلاء مستلزماته من زيت وسمنة وطحين وسكر إضافةً لعدم توفر الكهرباء والغاز ،فتحضيره للعيد في ظل هذه المعطيات بات مستحيلاً.
فأسعار مكونات المعمول ارتفعت ولاتناسب أصحاب الدخل المحدود فسعر كيلو الفستق الحلبي مافوق60 الف والجوز 50الف والتمر المعجون 20 ألف للكيلو والسمن الحيواني 75 الف والطحين 3000 .
معمول الدراويش
مع الإرتفاع العالمي لاسعار المواد الأولية لم يعد الحلوانيين يتباهون بصوانيهم كما قبل بحسب ماذكر أبو محمد فالغلاء أثر على كل الأطراف التاجر والمصنع والمستهلك وبات العمل بالحد الأدنى وبمكونات بسيطة فقد استغنى أبو محمد عن استخدام السمن الحيواني بالإستعاضة عنه بالنباتي
ومعمول الفستق والجوز أصبح يباع في المحال الفارهة لغلاء سعره، وكونه في منطقة شعبيه فقد اكتفى بمعمول العجوة حيث يباع الكيلو الواحد /12000/ ليرة والبرازق مثله والغريبة /14000/
إضافةً لبعض الحلويات العربية كالكنافات والمغشوشة والنغنوغة .
ومع هذا الواقع يخشى الحلبيون أن يغيب الغلاء عاداتهم وتقاليدهم وخاصة تراث مطبخهم الذي لطالما تغنوا وتباهوا بمأكولاته وحلوياته المتنوعة ومع ذلك يحاول الأغلبية الإحتفال بطقوس الأعياد
ولو اقتصر على التقليل في الأصناف والمكونات.