عاجل : المطار الأسطورة ينتصر ..؟! … « القصة الخبرية » الفائزة بالمركز الاول في مسابقة فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية بالتعاون مع فرع اتحاد الصحفيين بمناسبة عيد الشهداء
عاجل : المطار الأسطورة ينتصر ..؟!
• عامر دراو
لم يكن مقاتلاً عادياً او جندياً ملتزماً بواجباته فحسب ، بل كان رمزاً في الرجولة شهدت له ساحات الوغى ، ليناً في التعامل مع زملائه ، مرحاً يخفف قسوة الحرب مع محيطه .
عمران هيثم عمران .. شاب اختار درب الدفاع عن قضيته السامية واختار ان يكون في قائمة المـ.ـقاومين والمناضلين الناصعة .
مرت أشهر الحصار في مطار كويرس العسكري وعمران يحمل بندقيته إلى جانب قادته وزملائه يدافع عن وطنه الصغير لينتصر به لوطنه الكبير .
عمران المحاصر لم يشعر بوحدة المكان فتواصل أصدقائه يشعره بالأنس ونعمة النسيان ، تشرق شمس يوم جديد فيخلد للراحة وما إن يغمض عيناه حتى يشعر بلمسة حنان توقظه للذهاب إلى المدرسة ، هي والدته التي لم تتوقف عن الصلاة والدعاء لعمران ورفاقه .
مرت الشهور طويلة جداً ، وفي ظهيرة العاشر من شهر نوفمبر عام ٢٠١٥ بينما كان الناس يتنقلون إلى أعمالهم والطلاب إلى مدارسهم و جامعاتهم يستمعون إلى الراديو في طريقهم ..
صدح صوت أغنية حاصر حصارك لا مفر ، ولاشعوريا بات الجميع يدمدم في سريرة نفسه كلمات الأغنية لينتقل البث المباشر إلى حلب ويبدأ بعبارة عاجل ، الجميع بدأ ينصت وينتظر الخبر الذي قد يكون علامة فارقة في مأساة يومية يعيشونها .
وينتقل البث المباشر إلى المراسل الذي علا صوته : نعم المطار الأسطورة انتصر بأبطاله ، الحصار زال والنصر اكتمل ، وقبل انتهاء مراسم إعلان النصر وتفاصيله اتصل علاء بصديقه عامر يقول له: مبروك لقد تحقق الحلم، لكنه لم يكتمل …هنا صمت الاثنان، كل واحد منهما ينتظر الآخر أن يكمل الحديث ، لتتغير نبرة علاء وبصوت يرتجف يقول: لن ننفذ الوعد الذي أطلقناه لعمران ولن نشاركه شرب المتة فرحاً ، لقد استشهد عمران ..
كان آخر شهيد يرتقي فوق تراب المطار الذي أصبح أسطورة التاريخ الحديث بكل مافيه من تفاصيل وروايات تحكي قصة صمود أسطوري كتبت بمداد الدم .