الجماهير || محمود جنيد
بدأ القلق والتوجس يتسلل إلى أهالي الطلاب مع اقتراب موعد الامتحانات النهائية للشهادتين الإعدادية والثانوية، مع أن الشهادة في بلدنا لم تعد تطعم خبزا حتى للنوابغ من الخريجين الذين يصطدمون بضيق ٱفاق سوق العمل المؤسس لمستقبل حياة كريمة في ظل تدني الأجور ، وخاصة بالنسبة للوظائف الحكومية التي لا تكفي رواتبها لتغطية أجور المواصلات والرغيف المدعوم !!
هذا الكلام جاء ضمن حوارية بين سيديتن في أحد باصات النقل الداخلي (شركة خاصة)، أكدت خلالها إحداهن بأن الدفعات الشهرية للمعهد الخاص (المرتفعة جدا قياسا بالدخل) لابنها طالب البكالوريا كسرت ظهر رب الأسرة ..!!
ومع المسير البطيء المتقطع للباص الاشبه بالسلحفاة الهرمة، قطعت إحدى السيدتين سردة الحوار المتشعبة فجأة، وعقبت بالقول بأن ما يجدر التفكير فيه حاليا هو كيف ستؤمن وصول ابنها إلى مركزه الامتحاني المخصص في الجميلية البعيد عن البيت (الحمدانية) في ظل واقع المواصلات، متسائلة عن سبب “شلف” الطلاب في مراكز بعيدة عن أحيائهم رغم أن المعنيين يعلمون بأن إيجاد سرفيس عامل على الخط أصعب من إيجاد إبرة في كومة قش، والباص وإن حضر في الوقت المناسب عطيني عمر ليصل ، وأضافت: بدنا نحسب حسابنا على مصاريف تاكسي ذهابا على الأقل، بتكلفة سبعة ٱلاف على أقل تقدير لأنه لا مجال لمناقشة أصحاب التكاسي بحجتهم عدم توفر البنزين وارتفاع سعره بما يفوق العشرة ٱلاف في السوق السوداء، حسب الاسطوانة المشروخة السائدة.!