“أرامام”!!

الجماهير || محمود جنيد

الجميع يتعامل مع المواطن وفي جميع المواسم على نفس الشاكلة، لكن “الخضرجية” وتجار صنفهم الموردين، يعتبرونها ليلتهم التي ييرزون فيها فحولة أسعارهم فينادون “هلا بالخميس” ..!!.
قبل يومين ابتعت البندورة الوسط بـ٢٥٠٠ ل.س وكيلو الخيار بـ٧٥٠ ل.س  ، لكن ليلة الخميس (موسم الرفع) ، أصبح الخيار بـ٢٥٠٠ والبندورة بين ٣٨٠٠ إلى ٤٠٠٠ ل.س وقس على ذلك في تلك الليلة التي يفتقد فيها بدر الرقابة التموينية كما كل يوم وليلة ومع جميع المخالفات المتفشية “على عينك ياتاجر”.!
قبل السؤال عن الأسعار، ساقني الفضول والحشرية لأسترق النظر، و أرمق شاشة الهاتف الجوال الذي انشغل به الخضرجي عن بسطته، هو وصحبته، في حالة سلطنة ومزاج عال، وفجأة نادى صاحبنا ورفقته خيار ياخيار، ليردد خلفهم المطرب التركي الشهير ابراهيم تاتليس “ارمام” بصوت مضخَم منبعث مما يسمى بالـ”Mp3″، ويعاود كورس بسطة الخضار المناداة خيار ياخيار ، لتردد خلفهم المطربة دولان ابنة التاتليس: “ارامام”، يعني تقريبا حاولو عمل “دويتو” مع إدراك القافية الله يعطيهم العافية.
ودخلت معهم في الحفلة عندما سألني الخضرجي كم كيلو “عبيلك” بعد أن برر بأنه ليس مسؤولا مباشرا عن الغلاء بل السبب في المسواق “تجار الجملة”، فأجبته بدوري: “ارمام” وانصرفت، وتكررت الحوارية مع أكثر من صاحب بسطة خضار، ومخزن مواد غذائية وفروج ، وألبان وأجبان حتى مطعم الفلافل، وقفلتها “أرامام” دون أن يدرك البقية ماهو المعنى ، وهو بالتركي الفصيح “لن أتصل”، وعاميَتها “مارح كلمك شو ما صار”.
تابعت طريقي نحو محاسب مولدة الأمبير لأدفع المعلوم، لألتقي بمواطن زميل يتكلم مع نفسه: “وين المحاسبة وين الرقابة ..ماعاد يشبعوا ولا يستحوا على دمهم” فسألته عن سبب تذمره: كأن وضعك مع الأمبير “أرامام”، ومضى بطريقه وظني به يقول في سره : “ما كان ناقصني إلا أنت”.!
للأمانة ما كنت أعلم بأن المقطع الذي جمع تاتليس الملقب بالأسطورة بابنته في “دويتو” مفعم بالمشاعر والعاطفة؛ معيدا أشهر وأروع أغانيه القديمة التي تشبك القلب”أرامام” للواجهة، أصبح رائجاً “تريند ” هذه الأيام، و السبب هو الظهور الإعلامي الأول للمغني التركي المعتزل بعد إصابته .
ولعلني وجدت في بعض كلمات وجمل الأغنية إسقاطات على واقعنا وحالنا مع ولاة أمورنا المعيشية : (كم مرة جريت وراءك وتبعتك ..حطمت حياتي وهدمتها ألف مرة ..كسرت قلبي ..دموع عيني أصبحت كالسيل .. لن أتصل بك”أرامام”).
وعن أمانينا بعودة الراحلين عن بلدنا بسبب ظروف الحرب والأزمة التي تتفاقم بسبب الحصار وممارسات بعض الفاسدين وشذاذ الٱفاق: (ورجع الأحباب المتفرقون لبعضهم ياحبي..حتى طائر اللقلق عاد من هجرته ياحبي ..لن أتصل “أرامام”)..
أهم دوافع التفاؤل هو دور الابنة في الأغنية وهي تشجع أباها الذي يبكي بحرقة كردة فعل على التجاهل والنكران واللامبالاة ويقول: (لن أتصل “ارامام” ، بربي وربك لن أتصل ، حتى ولم يطلع صباحي بعد المساء)، بينما عدلت الابنة الشطر الأخير من كلمات الأغنية: (سأتصل بك وأحبك كل ليلة) .. لتجعل أباها يضحك أخيرا.

بإمكانكم متابعة آخر الاخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام ⯑⯑
https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار