#الجماهير || زينب شحود
سأروي لكم القصة كما حدثت معي فو الله والله لم أشعر بهكذا شعور من قبل ، كادت الدموع أن تنزل من عيني لولا أنني حبستها في اللحظات الأخيرة .
بينما كنت أحاول عبور الشارع عند إشارات مديرية النقل فوجئت بأن السيارات لا تلتزم بإشارة المرور وتتجاوزها معلنة التمرد على الأنظمة والقوانين ضاربة سلامة المواطن بعرض الحائط ، ولكنها وفي الوقت ذاته تلتزم بإشارة ( اليمين مفتوح ) رغم تناسيها عبارة ( أفضلية العبور للمشاة ) .
المهم يا أعزاء وقفت لبرهة من الزمن أنا وبعض ممن كانوا بجانبي ننتظر قلب أحدهم أن يحن علينا ويسمح لنا بعبور الطريق ، واشتعلت النار في قلبي غيظاً ، وقررت أن أتمرد على تلك السيارات و أعبر الطريق مباشرة عندما تصبح إشارة المشاة خضراء ، وبهذا أكون قد فزت بالمعادلة كمواطن صالح ملتزم بالأنظمة والقواعد والقوانين ولكن هيهات هيهات ، فما إن أعلنت الإشارة بدأ سباق المشاة على ضوئها الأخضر قفزت أنا أولاً معلنة تمردي على سائقي السيارات علّهم يخجلون ويسمحون لنا بالعبور ، فما كان من أحد السائقين الذين تجاوزوا الإشارة إلا شتمي شتائم نابية ومعيبة على الملأ ، لن أذكرها لكم حفاظاً على مشاعركم يكفي أن مشاعري تحطمت في تلك اللحظة وخجلت من نفسي عندما قررت الالتزام بقواعد السير وقمت بإزعاج أحدهم بمروري أمام سيارته رغم أن الإشارة كانت لي وغفلت عن توثيق تلك اللحظة لما سببته لي من صدمة صاعقة .
وهكذا وقفت في مكاني وسط الشارع وساد الصمت بين العابرين الذين وصلوا إلى الضفة الثانية من الشارع بسلام وأمان وكنت أنا لهم كبش الفداء موجهين أنظارهم إليّ ربما بحزن أو شفقة أو ربما بلوم وعتب ، لا أدري كل الذي أعلمه أن الدموع كانت تقف على محراب العيون وقد تحطمت كل المبادئ التي تربيت عليها وودت لو استطعت توجيه الشتائم لذاك السائق ولكن حيائي منعني يا أعزاء ..
بإمكانكم متابعة آخر الاخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام https://t.me/jamaheer