• الدكتورة فاطمة عبد الرحمن
هي ظاهرة وراثية فيزيولوجية معقدة جداً تتدخل فيها عدة عوامل منها: التغذية، وديناميكية التفرع، وعناصر المناخ والصنف والحالة الصحية للشجرة.
وهي ايضاً ظاهرة كمية تتمثل في حمل الأشجار في احدى السنوات محصولاً غزيراً يليها حمل ضعيف او يكاد يكون معدوماً في السنة التالية. الجدير بالذكر انه من الصعب بمكان تحديد السبب المباشر لهذه الظاهرة، ولكنها فسرت فيزيولوجياً باستنفاذ معظم المواد الكربوهيدراتية مما ينقص من النتروجين الكلي، هذه المواد تدخل في تكوين المحصول الغزير الذي يعقد في العام الأول، مما سبب اختلالاً في التوازن الغذائي داخل الشجرة، ولاسيما العلاقة C/N أي التوازن بين المجموع الخضري وتصنيع المواد الكربوهيدراتية وقدرة الجذور على امتصاص العناصر الغذائية الازوتية من التربة.
تكون نتيجة هذا الاختلال قلة في تكوين طرود جديدة خلال موسم الإنتاج (بالتالي البراعم الزهرية) تضمن المحصول للسنة التالية، لذا فالاشجار ذات المخزون القليل من النتروجين تبدو فيها ظاهرة المعاومة بشكل أسوأ بكثير من ذات المخزون الجيد. كما أن صغر المسطح الورقي في الأشجار الفقيرة بالآزوت يؤدي الى تقليل كمية الغذاء الذي تصنعه الأوراق او الذي تستمده الشجرة. كما ان هذه الظاهرة تتعزز بتقدم الأشجار بالسن وسوء خدمتها.
يطرح بعض الباحثين ومزارعي الزيتون نقاطاً يمكن أن تقلل من حدة ظاهرة المعاومة ومنها:
• اختيار الصنف الملائم: وفي حالة اختيار صنف ضعيف التوافق الذاتي مثل الصنف الزيتي فلابد من زراعة صنف ملقح بجواره مثل الصنف الصوراني أو القيسي.
• تنفيذ الخدمات الزراعية الضرورية وفي مواعيدها المناسبة مثل:
١- خف الازهار في موسم الازهار الغزير.
٢- ريّ مزارع الزيتون في سنة الحمل الغزير لتحسين حالة الشجرة. إن الري مهم أثناء مراحل النمو المختلفة ولاسيما خلال المراحل الأولى لتشكل الأجزاء الزهرية (في الربيع) اذ يؤدي ذلك الى رفع نسبة الازهار الكاملة على طول الطرود وكذلك الري الخريفي، والري خلال شهري تموز وآب أثناء فترة تصلب النواة وامتلاء الخلايا، مما يحسن من مواصفات الثمار كماً ونوعاً.
٣- التسميد الجيد والمتوازن:
ولاسيما النتروجين قبل موسم الزيتون الغزير وذلك خلال الفترة الواقعة بين الازهار وعقد الثمار مما يساعد على تثبيت عقد الثمار ويقلل من عدد الأزهار المتساقطة، وهذا يؤمن امداد الثمار وتشجيع النموات الحديثة التي ستضمن محصول العام القادم. ومن المهم التحري عن نقص العناصر النادرة مثل المغنزيوم والبورون والحديد والمنغنيز وإضافتها عند اللزوم مع خلائط الأسمدة أو بالرش الورقي.
٤- التقليم السنوي المنتظم، (يشمل إزالة الفروع غير المفيدة، وتوزيع للفروع المثمرة، وإزالة الفروع المعمرة والمشوهة) ولاسيما قبل موعد الازهار في سنوات الحمل الغزير للتقليل من عدد أزهار هذه السنوات ومن ثم ثمارها. ويستجيب الزيتون للتقليم ويسمح بتوجيه نموه الى الاثمار السريع وتنظيم إنتاجه ولاسيما ظاهرة المعاومة، كما يؤدي الى حدوث تغيرات فيزيولوجية في الشجرة، قليلة أو كثيرة حسب شدة التقليم، هذه التغيرات لها انعكاسات على بيولوجية الشجرة. إن تقليم الأثمار يجدد الطرود التمرية مما يقلل من حدة التبادل، إذ أن من أهم أهدافه توجيه الشجرة لإعطاء فروع جديدة حيث أنها ستزهر في السنة التالية وبالتالي فان تطبيقه بأنواعه المختلفة يؤمن استمرارية إنتاجية الشجرة مثل تطبيق تقليم الاستبدال الذي يسمح بالمحافظة على التوازن بإزالة الفروع المعمرة، وتشجيع نمو طرود مثمرة جديدة. اما تقليم التفريد فيؤمن تهوية المجموع الخضري والمحافظة على الشجرة بحالة توازن جيد من خلال التوزيع الجيد للنسغ، وبالتالي تغذية مناسبة للطرود التمرية للمحافظة على انتاجها المتوازن، وتقليم التجديد مكمل لتقليم التفريد.
٥- اجراء فلاحات سطحية تحسن من نوعية التربة ولا تخل بالتوازن المائي بين امتصاص الماء من التربة والنتح عن طريق المجموع الخضري مما ينتج عنه علائم الذبول والعطش وكرمشة الثمار.
٦- مكافحة الامراض والحشرات بشكل ناجح وفعال بتطبيق المكافحة المتكاملة ترشيد استعمال المبيدات للحافظة على الأعداء الحيوية في الطبيعة.
⤵️⤵️⤵️⤵️⤵️
بإمكانكم متابعة آخر الاخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام ⯑⯑
https://t.me/jamaheer