• زينب شحود
في كل جمعة تتأهب الأسرة الحلبية لتحضير طبق الفول الشهير على الافطار ولكنها تصطدم بواقع تكلفة هذا الطبق المتزايدة ، لنكتشف أنه ليس كل ما تتمناه البطن تدركه الأسعار !
لم أتوقع يوماً أن نقف عند تكلفة صحن الفول التي وصلت الى أكثر من 10 آلاف ليرة ، ولم أتوقع أن الغلاء يعني نهاية هذا الطبق الشعبي ؟
سؤال مثير للألم والحزن ، فكم من عائلة اجتمعت على أكلة فول ، وكم من إخوة وأصدقاء فرقهم الدهر وجمعهم هذا الطبق الفريد !!
شاهدت منذ زمن أحد أحفاد أم سعيد جارتنا كان صغيراً ويجلس في عزيمة فول ولفت نظري بخفة يده في اصطياد حبوب الفول من الطحينة وشفطها رغم أن لقمته ربع لقمة الإنسان العادي إلا أنه كان يعوض الفرق بالسرعة والخفة والذكاء ، وبعد أقل من ٣ دقائق بدأت حبيبات الفول تختفي تماماً من الطحينة ، وأستطيع أن أقول أن ذلك الفتى أكل أكثر من نصف الكمية ، راحت السنين وجاءت وشاهدت مرةً شاباً متكوراً يمشي وكأنه يتدحرج ماكان يمكن لي أن أستعيده في ذاكرتي لولا يده التي بقيت على حالها ، كيف أصبح طفلي الصغير ؟ كرشه متدلٍ في كل الاتجاهات يشي بأنه ثابر على ضرب الفول ثلاثين سنة دون توقف حتى لالتقاط الأنفاس .
فهل ستساعدنا وزارة التجارة على أن لا نغير نمط حياتنا ، ونحافظ على عاداتنا ، تقاليدنا ، موروثنا الشعبي ، وخاصة لجهة تحضير فول يوم الجمعة ..؟! .
⤵️⤵️⤵️⤵️⤵️
بإمكانكم متابعة آخر الاخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام ⯑⯑
https://t.me/jamaheer