الجماهير || محمود جنيد
بعد الأحداث المؤسفة التي تلت مباراة الكرامة مع الوحدة ضمن الجولة الرابعة من سلسلة مواجهات الفريقين في الفاينال فور، واحتراما للعبة وجمهورها وهيبتها وصورتها التي اهتزت جراء الخروقات الأخلاقية التي جرت، توقعنا أن يعقد اتحاد السلة اجتماعا استثنائيا طارئا وعاجلا للبت بما جرى، وبالكلام المنسوب لرئيس نادي الوحدة الذي راج و أخذ أبعادا سلبية دون التحقق من صحته أو عدمها ووضع الرأي العام بصورتها، وإصدار القرارات الحازمة استنادا لتقرير عاجل لمراقب المباراة من وقتها مرسل بالفاكس أو الواتس ٱب بشكل استثنائي، ومدعوما بالفيديوهات الكثيرة المصورة من قلب الحدث ومن مختلف الزوايا أو كاميرات المراقبة التي تم التصريح عن وجودها سابقا في الملاعب.
لكن رئيس اتحاد اللعبة طريف قوطرش فضل الظهور الإعلامي والتصريحات التي زادت طين الجدل و اللغط بلة وتحديدا بالنسبة لجزئية، المقترح الذي تداوله الجميع حول إقصار الحضور الجماهيري، للمباريات المتبقية على صاحب الأرض فقط، وذلك بصرف النظر عن جوهره وإن كان يمثل الحل الأمثل لحماية الجمهور ضمانا لسير المنافسة وإيصالها إلى بر الأمان.
كنا نتمنى أن تزهو منافسات الفاينال فور بالصورة الوردية والانطباعات الإيجابية المشرفة التي صدرها في الجولات التي سبقت مواجهة الكرامة مع الوحدة أمس، وذلك بعيدا عن تقاذف الاتهامات والمسؤوليات.. المبادرة بالفعل المسيء و ردات الفعل عليه التي تزيد النار اشتعالا ، لكن ما جرى من شطط استباح حرمة وأخلاقيات اللعبة وأمن وسلامة الجمهور و الملاعب التي نشفت عيون الجميع حتى بدت على ماهي عليه الآن، يؤكد بأن المشكلة، وهي الثانية بعد لقاء الوحدة والأهلي خلال الدوري في دمشق، مزمنة وتحتاج لعلاج جذري، تتضافر فيه جهود جميع الجهات ذات الصلة ( اتحاد اللعبة، الأندية، حفظ النظام، الجمهور، الإعلام ….) علاج يبتر هذه الظاهرة المشينة من جذورها، لأن تداعياتها تتجاوز الحدود وتصدر انطباعات سلبية عن وضعنا الرياضي الداخلي، ونحن نحاول استعادة حضورنا الدولي على أرضنا واستضافة المنافسات المختلفة لما لها من أبعاد رياضية وغير رياضية مهمة.