الجماهير || أنطوان بصمه جي
شهد اليوم الثاني من أعمال مؤتمر “التغير المناخي علمنة أم عولمة ” الذي أقامته قسم الجغرافية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة حلب جلسات عدة تناولت دور الإعلام في التصدي للتغيرات المناخية ألقاها الأستاذ الصحفي زياد غصن وتناول الصناعة السياحية في مواجهة التغير المناخي ألقاها الدكتور همام عبد الكريم إضافة إلى آثار التغير المناخي في سطح الأرض للدكتورة ضحى دويري.
وأوضح غصن أن معظم سكان العالم باتوا اليوم على تماس مباشر مع آثار التغيير المناخي في حياتهم اليومية، بدءاً من تقلبات درجات الحرارة وتباين الهطولات المطرية والثلجية وتوزعها الجغرافي بين عام وآخر، وبين بلد وثان، وصولاً إلى التصحر وذوبان الجليد وما يشهده باطن الأرض من تحولات غير معتادة وما إلى ذلك من ظواهر وحوادث لم تكن معروفة سابقاً.
وعمل الصحفي “غصن” على إبراز دور وسائل الإعلام التقليدي والجديد على المستوى الوطني والإقليمي والدولي في مقاربة كل ما يتعلق بالتغير المناخي، من حيث نقل الأخبار والمعلومات للجمهور، وهي الوظيفة التقليدية للإعلام، وإعداد تحقيقات صحفية عن قضايا وطنية وإقليمية مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بظاهرة التغير المناخي، وطرح التساؤلات الشعبية على المتخصصين من العلماء والباحثين ونشر إجاباتهم للناس، شرح ما يحدث في العالم، خاصة عندما تكون هناك فترة انقطاع في المتابعة الشعبية بين بدء دراسة ظاهرة ما وتطورها لاحقاً، وتحولها إلى موضع اهتمام شعبي، وفتح أفق للحوار والنقاش بين مختلف الأطراف والفعاليات والشرائح الشعبية، ونشر الوعي الجمعي حول مختلف القضايا المتعلقة بالتغير المناخي.
وخلال جلسته بيّن “غصن” أهمية الإعلام في تناول قضايا المناخ كحامل أساسي لمشروع تغير سلوكيات وثقافات المجتمع وتالياً قيادة الرأي العام وصناعة توجهاته، وأحياناً أخرى للضغط على الحكومات التي تتباطأ في القيام بمهامها ومسؤولياتها، وأحياناً ثالثة للمساعدة والدعم على إنجاح الحلول وتنفيذها بما ينعكس إيجاباً على الخطط السنوية للدول والمجتمعات، مبيناً إمكانية وسائل الإعلام أن تشكل قيمة مضافة من خلال عرض التحقيقات الاستقصائية وعرض مختلف وجهات النظر بشكل مهني ومسؤول والمساهمة في اقتراح حلول للمشكلات الناجمة عن التغير المناخي.
وأوضح الدكتور “همام عبد الكريم” مدير معهد إيبلا للعلوم السياحية خلال جلسته حول واقع الصناعة السياحية في مواجهة التغير المناخي وتداعياته على القطاع الغذائي والمائي والاقتصادي والسياحي الذي يشكل جزء منه، مبيناً أننا سنتأثر عاجلاً أم أجلاً ويجب دراسة السيناريوهات المحتملة للحد من الضرر والأذى على القطاع السياحي والبيئي إضافة إلى انتشار الأوبئة والأمراض التي أثرت بشكل مباشر على القطاع السياحي وأدت لخسارات قدرت ب 2 تريليون دولار .
في حين أوضحت الدكتورة “ضحى دويري” أستاذ مساعد في الجيومورفولوجية التطبيقية الدلائل التي تشير على التغيير المناخي ودراسة دور المناخ في تشكيل معالم سطح الأرض ودراسة المناطق المتباينة مناخياً والمتأثرة بنوعية المناخية.
وبعد مناقشة الأوراق البحثية المقدمة على مدار يومين كانت التوصيات تنص على ضرورة مشاركة قسم الجغرافيا جامعة حلب بما فيهم من مختصين وحملة الشهادة الجامعية بمختلف المجالات العلمية التي تخدم الإنسان والبيئة وبشكل خاص في مؤتمرات وزارة الادارة المحلية والبيئة ومديرية الأرصاد الجوية، وتوقيع اتفاقية مع المديرية العامة للأرصاد الجوية لتأمين الحصول على البيانات لمختلف عناصر المناخ، وتسليط الضوء على المشروع المقترح بشأن الاستثمار السياحي البيئي كالمحافظة على القباب الطينية في الأرياف والصخور الخضراء في منطقة رأس البسيط التي تشكل نقاط جذب سياحي، والاهتمام بموضوع الاستدامة البيئية كأمر ضروري بما يتعلق بعمل مولدات الطاقة الكهربائية في مدينة حلب واستبدالها بالطاقة المتجددة والطاقة البديلة كالطاقة الشمسية أو الريحية، وإنشاء محطة أرصاد في جامعة حلب، والاستفادة من خريجي قسم الجغرافيا في المديريات العامة وعدم الزامهم بوظيفة التدريس فقط انطلاقاً من كونهم يتمتعون بالخبرات في عدة مجالات، ضرورة الربط الحيوي بين الأمن الغذائي والمائي والبيئي بما يضمن تحقيق الأمن الغذائي المستدام، والعمل على إطلاق منصة الكترونية متخصصة بظاهرة التغير المناخي والبيئي لتكون مرجعاً علمياً وإعلامياً موثوقاً للباحثين والمهتمين والصحفيين، وضرورة التنسيق بين قسم الجغرافيا وغيره من المديريات لزيادة التوعية البيئية في المجتمع بشكل عام.
بإمكانكم متابعة آخر الاخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام
https://t.me/jamaheer