سوق اليبرق

وفاء شربتجي

يعد سوق اليبرق من أضيق الأسواق وأصغرها مساحةً ضمن المدينة القديمة في حلب .

يقع بالقرب من سوق السقطيّة ، وينتهي عند كنيسة الشيباني التي تتصدر نهايته .

يتفرع عن هذا السوق جهة اليمين سوق وخان “الجمرك” ، وعن جهة الشمال سوق “الشام” .

يحوي هذا السوق على حوالي ثلاثين محلاً تجارياً يتوسطه مسجد “الشيباني”.

سمّي باليبرق نسبةً لبيع اليبرق داخله ( ورق العنب أو ورق الدوالي).

كان هذا السوق قديماً أي قبل حوالي المئة عام ، مربط للدواب التي كانت تحمّل عليها البضائع بكل أصنافها وأشكالها .

حيث كان الحمّالون يربطون دوابهم ضمن هذا السوق الضيقة والطويلة ، إلى أن ينتهوا من أمور البيع والشراء ، وحينها لم يكن يوجد فيه سوى بضع محال أهمها محل للحداده صاحبه من عائلة الحدّاد” ، ومحل للنجارة العربية وصاحبها من عائلة “الخرّاط”.

ثم أصبح يباع ضمن هذا السوق ورق العنب اليبرق ، حيث يأتي الريفيون إليه ليفرغوا بضائعهم على أرضه ، تلك البضائع القادمة من أماكن متعددة من أطراف مدينة حلب ، كالعسان ، وباب النيرب ، أبو ظهور ، سفيرة ، عفرين ، كفر صغير ، التي تقع جانب المسلميّة .
هذا ما حدثنا عنه العم عبد الغني آل طه الملقب بالطويلة .
وتابع أبو علي طويلة حديثه قائلاً :
لليبرق موسم ، وموسمه في الصيف في الشهر السادس ، وبيعه موسميّ وله عدة أنواع تختلف حسب نوع العنب نفسه ، وأفضله البلدي لأن ورقته تكون مغلقة من الأطراف وتمتاز بطعمها الحامض وورقها الحريري الناعم ، حيث يتفوق البلدي على الورق الفرنسي الكبير الذي يفضله البعض لنعومته وسرعة لفّه ، لكن لا طعم له .
وأضاف بأن لورق العنب فوائد كثيرة كونه يدخل في تركيب بعض مواد التجميل وبعض العلاجات الطبّية كالأمراض الجلديّة .

ثم تابع حديثه عن تطورات شكل وبضائع هذا السوق قائلاً :
بعد عام ١٩٧٠ م توسّع هذا السوق حيث تم فتح بعض المحال الجديدة فيه وتجديد القديم منها ، لتنضم بدورها إلى باقي المحال التي اشتهرت حينها ببيع الأقمشة الوطنية المتنوعة ، وأغلبها كانت تحمل صفة (الستوك أو الفضلة) أي ماتبقى من أمتار قليلة من كل توب قماش .
حيث يقوم التجّار بطرحها في هذا السوق بأسعار رخيصة ، مما يدفع الزبائن للتهافت عليها لجودتها وتدني سعرها .
وبقي السوق في أوج إزدهاره حتى عام ٢٠١٢ م ، حيث قام الإرهابيون بنهب هذا السوق .
و تم تحرير مدينة حلب من رجس إرهابهم عام ٢٠١٦ م ، لم يتأذى هذا السوق كباقي الأسواق ، سوى الحائط الخلفي لخان الجمرك الذي يشكل خلفيّة بعض المحال ، وقد رممت من قبل أصحاب الخان على نفقتهم الخاصة .

وختم “طويلة” قائلاً :
لكل سوق حكاية وبحر من الذكريات ..
آملين عودة الأصدقاء إلى محالهم في أقرب وقت .
بإمكانكم متابعة آخر الاخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام
https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار