الفنان ناصيف ” للجماهير ” : الفن محكوم بالمعيار الاقتصادي … والمسرح والدراما السورية بنصف خير ..

الجماهير || أسماء خيرو.

ولد وترعرع في مدينة حلب ، جسد العديد من الأدوار الفنية في التلفزيون والسينما والمسرح فتميز في الساحة الفنية السورية ،علاقته بالفن علاقة قائمة على الحب والإبداع، أهم ما يميزه أنه حر الرأي والفكر والعبارة ، كان حديثه يعكس من بين سطوره صورة فريدة للروح المتجددة والاجتهاد والثقافة الواسعة ، والطموح الفني الذي لا يعرف القناعة ..

إنه الفنان محمد ناصيف، وكان ” للجماهير” معه هذا الحوار الذي لامس جزءاً من حياته وآرائه وطموحاته وتحدياته .

 

· بداية حدثني عن البيئة التي شكلت محمد ناصيف الإنسان وأعدته حتى أصبح فنانا؟

– إنها المدينة الفاضلة حلب بكل مكوناتها تفضلت بإعدادي الإنساني والفني، لقد صادقت مصطفى العقاد دون أن التقي به، والتشكيلي لؤي كيالي ، والأسدي والغزي، وكماً كبيراً من أصحاب المعرفة، السابقين والحاضرين ،تصادقت مع أعلامها ودور مكتباتها وتحالفت مع أحجارها بكل حاراتها العتيقة والجديدة ، كما تصادقت مع صحيفة الجماهير الورقية لأكثر من ربع قرن، كانت وجبتي الصباحية بكل مستويات منشورات أصحابها، كانت تمثل مورداً معرفياً لي غير الموارد العديدة المحلية والعالمية التي تفضلت علي لأكون ضيفا أنيساً ومفيداً في الحياة الاجتماعية والفنية..

 

· في حياتنا مفاهيم وتعاريف كثيرة، ماهو مفهومك للفن وبماذا تعرفه ؟

الفن هو الاتجاه الخامس للروح المتعبة من ميكانيك الحياة وماديتها..إنه خلق لحالة توازن عندما ينهكنا الروتين المعاش بأعبائه..يعوضنا عن حبة سيتامول نستريح معها لنجدد نشاطنا والدفاع عن وجودنا من خلال المتعة التي يقدمها الفن ثم الفائدة منه كزوادة معرفية تبصر لنا كواليس الحياة وقراءة مابين سطورها ومخاطر كائنها، وقبحها وجمالها..إنه مورد معرفي يشترك مع كل موارد المعرفة ولكنه يتميز بمتعة روايته ليس كدرس مباشر في الرياضيات ،بشرط امتلاكه القراءة العميقة لاحتياجات الإنسان ومتطلباته ليكون متوازناً صالحاً ومعطاء أكثر وأكثر..

 

· أعمالك الفنية كثيرة فأنت خضت تجربة العمل في المسرح والتلفزيون والسينما أيهما كان له الأثر في تكوين شخصيتك الفنية ؟

الحقيقة لا يمكنني أن أستثني أياً منها فكل الفنون المذكورة تركت أثرا طيبا ومفيدا في شخصيتي ، كتركها الأثر في المشاهد عندما توفرت لها مساحة المتعة والفائدة، ولكن الدراما التلفزيونية حاليا هي الأكثر رواجا للمشاهدة، وكونها كذلك يطمح الفنان دائما لجمهور كبير لمشاهدة نتاجه وهو ماتحققه الدراما التلفزيونية في وقتنا المعاصر.. وكون الفنان لديه طموح أن يشاهد الملايين نتاجه لاسيما إذا كان النتاج مهما ومؤثرا فعلى ما أعتقد بأن كفة التلفاز هي الراجحة في تكوين الشخصية الفنية ..

 

· انت فنان له خبرة لا يستهان بها في أداء الأدوار التاريخية، الشخصية التاريخية ، بماذا تختلف عن المعاصرة ؟

الحقيقة إن لكل من الشخصية التاريخية والمعاصرة خاصيتها.. فالتاريخية تبدو مختلفة ومجهدة ومرهقة أكثر في تجسيدها من خلال الحضور التاريخي ولغتها وصوتها وملامحها..لأنها ليست معاشة وحاضرة بيننا كلحظة معاصرة، فيما تجسيد الشخصية المعاصرة أقرب إلى سهولة الأداء .

 

· أن تجسد دورا هذا يعني أن تعيشه بمختلف أبعاده ما الذي يغري الفنان لتجسيد دور فني ما ؟

ما يغري الفنان هو الظرف الحياتي المناسب إذ يجعله يقبل الدور الذي يراه ناجحا ومؤثرا في المشاهد ويراه إضافة مختلفة له عما قدمه في السابق، فيكرس لحضوره الفني أكثر على أنه يمتلك القدرة على أداء شخصيات بملامح مختلفة لا سيما التي لاتشبهه شكلاً ومضموناً ، وهنا تتوفر عملية الخلق والإبداع فيمتلك المساحة الأكبر للتعبير عن موهبته والأكثر فرصة لعمله ليكون فناناً شاملاً، وهذه معادلة صعبة لقد حققها محليا بجدارة الفنان بسام كوسا وقبله خالد تاجا.

 

· حدثني عن أكثر الصعوبات التي واجهتها في مشوارك الفني وسبل تحديها ؟

من أكثر الصعوبات كانت المعايير الشخصية الأخرى غير معيار الموهبة تجعلها لاتتحقق في كثير من الفرص، بحيث يفترض في الفن وخياراته أن يكون المعيار الأول هو الموهبة “الرجل المناسب في المكان المناسب” وعكس هذه المقولة طالت الواقع الدرامي وكثير من مجالاتنا الحياتية لا سيما في الحرب ومابعد الحرب، لقد تداعت معايير وعوامل عديدة من محسوبيات واعتبارات وتدخلات ومؤثرات مقربين وإلى آخره في اختيار الممثل المناسب في المكان المناسب .. أطمح لرؤية معيار الموهبة البطل الأول في الاختيار ، وسبل مواجهة المعايير الشخصية الأخرى تبدو صعبة..ولو كان معيار الموهبة هو البطل الحقيقي لكنا في حال درامي أفضل..

 

· والآن هل تشعر بالرضا عما قدمته خلال مشوارك الفني ؟

حتى أكون صادقا معك أشعر بقليل من الرضا عما قدمته ولكني مازلت أحمل الكثير من الأحلام الجامحة التي أود تحقيقها ، ليصل منجزي في أعمال إبداعية تتخطى الإقليمية..وكما ذكرت سابقا هو طموح الفنان أن يصل منجزه الجميل والإيجابي إلى رقم في المشاهدة، عسى يسعفنا العمر.

 

· وبعيدا عن طموح كل فنان ما رأيك اليوم في الساحة الفنية بشكل عام ؟

لا أريد أن أعمم، ولكن غالبية منتجي الدراما الآن محكومون بمعيار الاقتصاد، ميزان الربح والخسارة في تلبية رغبات المحطات التي تتجه نحو السياحة في عملية شراء الأعمال الذي يشابه اتجاه دول في امتلاك النفط والغاز على حساب الإنسان وطبعا كما قلت: هذا ليس في مطلق الأعمال.

 

* ماهو تقييمك للمسرح السوري والدراما السورية اليوم ؟

المسرح السوري بنصف خير بوجود عروض فردية حقيقية مؤثرة كالمؤلف والمخرج سامر إسماعيل في دمشق..وفي حلب المخرج حكمت عقاد ومحمد إدلبي ويوجد غيرهم أيضا..لكن يتعذر علينا الحديث عن ظاهرة مسرحية إيجابية عامة..هي حالات فردية فقط تساهم عروضها في مشاهدة وسمعة طيبة للمسرح والدفاع عنه..وكذلك الدراما التلفزيونية، القليل منها طيب المشاهدة وممتع ومفيد لكنها دون طموح في الكثير من عروضها ، وحتى تكون بطلة في تحقيق إرضاء المشاهد..وتكون دراما تربوية علمية ممتعة في حكاياها غير مباشرة ، عليها أن تعوض عن كل ماخلفته الحرب من انقطاع التعليم وسوء الدراسة والتدريس وقلة التربية ، وهذا باعتقادي ليس صعبا على العاملين في الدراما التلفزيونية ..

 

* وفي ختام الحوار حدثني عن آخر أعمالك الفنية وكلمة منك ؟

لقد شاركت في شهر رمضان بعرض تاريخي مميز باسم “فتح الأندلس ” وتم عرضه على كثير من المحطات العربية فلقد كنت أحد أبطاله ، كما شاركت في عروض أخرى ، وآمل أن يكون القادم أفضل وأجمل. وكلمة الختام سأخصها إلى صديقتي صحيفة الجماهير لأكثر من ربع قرن، والتي كان لها الأثر في إعدادي، شكرا من قلبي يا ذاكرة الورق التي لم ولن تتمكن التكنولوجيا من إحراقها.

 

ت : هايك أورفليان.

 

 

.⤵️⤵️⤵️⤵️⤵️

 

بإمكانكم متابعة آخر الاخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام ⯑⯑

https://t.me/jamaheer…

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار