التشكيلية حياة الرومو … المرأة تمثل خط الاستواء ولا أفصل ذاتي عن الحجر القديم… وتنمية الذائقة الفنية وسيلة للتغلب على التشويه!.
الجماهير || عتاب ضويحي
حياة الرومو فنانة تشكيلية تحمل حجارة مدينة حلب القديمة بداخلها تحاكيها وتتحاور معها بصدق وشغف، المرأة أساس ثابت في لوحاتها وتعتبرها خط الاستواء، تجد نفسها في لوحاتها وتبوح لها بأشياء صادقة.
إضاءة جميلة على مسيرة الفنانة الرومو التشكيلية من خلال هذا اللقاء، ففي إجابة لها عن السؤال التقليدي للتعريف عنها بنبذة قصيرة، جاء جوابها التلقائي أنا حياة الرومو خريجة كلية الفنون الجميلة والتطبيقية قسم الرسم والتصوير، حيث شغفي وميولي، الذي لا يقل عن شغفي بمدينتي المحببة” حلب ” ترجمته بمحاكاة خاصة بيني وبين حجرها القديم، قناطرها، مقرنصاتها، الهندسة المعمارية، الذائقة الجمالية والإبداع الفني، لا يمكن لأي فنان أن يتأمل هذا الجمال ولا يبدع ويحاور الحجارة بصدق، ويعطيها كماً من الألوان والمساحات ليخلق حالة من التوحد معها، والحفاظ على أصالة لا تتكرر عبر التاريخ، فأنا لا أفصل ذاتي عن الحجارة القديمة.
ما سبب حضور المرأة بقوة في لوحاتك وماهي رمزيتها الخاصة لديك ؟
المرأة أراها تمثل خط الاستواء، صحيح أنه خط وهمي لكنه أساس القياس، كذلك المرأة لها دور فعال وخطير وعليه يبنى مجتمع متوازن بأفراده.
نلاحظ ثنائية المرأة والرجل في لوحاتك إما بلوحة واحدة وإما بشكل منفصل، ماتفسيرك؟
التوازن التام لا يتحقق إلا بإكمال الأشياء لبعضها، لا يمكن الفصل بين المرأة والرجل لأنهما حقيقتان، فكما المرأة هي العطاء الأرض الحياة كذلك الرجل هو التوازن.
لكل فنان حكاية وفلسفة خاصة كيف تترجمينهما في لوحاتك؟
أجد نفسي في لوحاتي من خلال الألوان، المساحات الواسعة، الخطوط الحادة الفواصل، التضاد في إظهار الأبيض والأسود، أحدد موضوعي وأندمج لدرجة أن أبوح للوحاتي بأشياء صادقة، انطلاقاً من الحالة الانفعالية التي تلعب دوراً كبيراً في الفن التشكيلي، توجهني بشكل كبير وتغير في كثير من الأحيان مسار ونهاية اللوحة والموضوع، وحكاياتي في كل لوحة تعود للمخزون الزمني عندي وعند كل فنان، وبالانفعال المسكوب على اللوحة يستطيع القارئ أن يقرأ ما رسمه الفنان.
لماذا تغيب الملامح من وجوه شخصيات لوحاتك؟
أغيّب الملامح عن قصد، وهدفي التركيز على الجوهر وليس التفاصيل، وحكمتي الخاصة “وراء كل شيء حقيقة” وجوهر الإنسان حقيقته.
نجد الغموض يلف غالبية لوحات الفنان التشكيلي ما سر ذلك؟
إذا لم يتحقق عنصري الدهشة والتساؤل عند المتلقي فمعناه أن موضوع اللوحة لم يكتمل، ومن أهم عوامل النجاح والإبداع أن يقف المتلقي أمام اللوحة، يبحث، يتساءل، يتحاور معها بدهشة وانبهار.
أي المدارس الفنية تعبر عنك وتجدين نفسك من خلالها ؟
أشتغل على المدرسة الواقعية التعبيرية، لكني أجد نفسي في الانطباعية في حالات خاصة، وأندمج مع الريشة والوسط والموضوع، وأتحاور مع الألوان وأطلق مخيلتي وأعطي مساحة واسعة للمخزون في الفكر والتعبير لأوائم بين اللون واللوحة وهنا تكمن لحظة الإبداع.
هل صحيح أن الفنان منفصل عن الواقع وله عالمه الخاص كما يشاع؟
الفنان إن لم يطلق مخيلته ويبحث عن المطلق والحقيقة والواقع لا يصبح فناناً، يرى الواقع برؤية خاصة وأبعاد لا يراها الآخر، لكن ليس لينفصل عن الواقع إنما ليعكسه بصدق وواقعية.
لك تجارب مع الخط العربي ماذا تخبرينا عنها؟
الخط العربي من جملة الفنون، ويجب التركيز على الجانب الجمالي للخط العربي، وهو ما ترجمه النشاط الذي أقيم بالتعاون مع الأنشطة الطلابية للتعليم العالي بكلية الآداب، من خلال دورة للطلاب تتحدث عن جمالية الخط، والحروفيات، الخط الراقص، والنظرة الجمالية للألوان، طلبت من الطلاب استخدام القصبة والحبر في التدريب بهدف الاستمتاع بصوتها الشجي، رغم غرابتها إلا أن نتائج الدورة كانت إيجابية، وقدم الطلاب مشاريع فنية أخرى بالرسم والتلوين، وهنا أؤكد على ضرورة إقامة دورات كهذه باستمرار للتأكيد على أهمية الخط وجماليته.
ماهي رسالة الرومو والمسؤولية التي تحملها مواضيع لوحاتها؟ الشعور بالقيمة الجمالية وتغيير مفهوم السائد تجاه الفن وتنمية الذائقة الفنية والترويج لها لدى الأطفال خاصة للتغلب على التشويه والخوف ومخلفات الحرب النفسية واكتشاف ذائقتهم واتجاههم الفني، فنحن بأشد الحاجة للفن فالواقع لا يتوازن إلا بتعزيز الحالة الجمالية.
يذكر أن للفنانة الرومو الكثير من المشاركات الجماعية داخل حلب والمحافظات وخارج القطر، مشتركة في بطاقة السلام الدولية، حاصلة على العديد من الجوائز وشهادات التكريم، شاركت بإعادة إحياء حلب القديمة، وترميم الشريط الكتابي بجامع الفردوس وهو في مراحله الأخيرة، وتستعد لإقامة أول معرض فردي لها خلال الأشهر القادمة.
تصوير – عماد مصطفى
بإمكانكم متابعة آخر الاخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام
https://t.me/jamaheer…