الهرمونات النباتية وآثارها السلبية على صحة الإنسان

د . فاطمة مصطفى عبد الرحمن*

لجأ الكثير من المزارعين في الآونة الأخيرة إلى استخدام الهرمونات النباتية بشكل غير مدروس وزيادة عن الحد من المسموح به في زراعاتهم المختلفة لأغراض عدة أهمها:
إحداث التلقيح والإخصاب في الخضراوات في شروط بيئية غير مناسبة، أو تحريض النباتات على تسريع نمو ثمارها وزيادة حجمها، أو للإسراع في نضج المحصول أو تحسين مواصفاته اللونية لتكون أكثر جاذبية للمستهلك وغيرها.
وقد يستخدم بعضهم هذه المنظمات ومخصّباتها على نحو مفرط على بعض النباتات والأشجار المثمرة، مثل العنب والمانجو والبرتقال والفريز والبطيخ والخضار وغيرها؛ وذلك للتبكير في نضجها وزيادة حجمها، ويؤدي ذلك إلى تغيير في مذاقها وبنيتها وتماسكها وتسريع فسادها، وقد تحدث فيها طفرات تؤثر سلبيّاً في إنتاج السنوات اللاحقة؛ إضافة إلى زيادة مخاطرها على الإنسان، ولاسيما عند استهلاك المنتجات الزراعية المعاملة هرمونياً بعد نضجها بمدة قصيرة لا تسمح بتفككها كاملة وتكون السبب الأساسي في العديد من الأمراض ولا سيما السرطانات.
تعمل المواد المسرطنة فيها على تدمير الحمض النووي في خلايا الإنسان، وتهيئ الشروط المواتية لبدء النمو السرطاني، ويزداد احتمال الإصابة بالسرطان في أثناء الانقسام السريع للخلايا، ولاسيما عند الرضع والأطفال في سنّ 1-6 سنوات.
وقد أشار بعض العلماء إلى خطر هذه المركبات الكيمياوية على المخ والأعصاب وعلى استقلاب الهرمونات الجنسية للفقاريات بما في ذلك الإنسان.
ولحماية المستهلك من الآثار المتبقية للهرمونات لابدّ من القيام بعمليات تحليل لها ومراقبة آثارها في المحاصيل الزراعية سواء المستخدمة غذاءً للإنسان أم أعلافاً حيوانية، وذلك في أثناء نضجها، وضرورة التأكد من مدى أمانها، وأن توقع عقوبات صارمة على المخالفين، إذْ إن غياب الضوابط يؤدي إلى سوء استعمالها، وذلك رشّاً مباشراً كما هو حادث منذ بضع سنوات في سورية وكثير من البلدان العربية والنامية، ولابدّ من الرقابة المشددة على استعمالها.
ولتلافي هذه المخاطر من الأفضل عدم تناول الخضار في غير موسم نزولها الطبيعي للأسواق ولا سيما أن بعضهم يعمل على إنزال منتجاته إلى الأسواق في وقت أبكر من وقت نزوله الطبيعي بغرض تحقيق سعر أعلى وربح أعلى، إذ أن هذه المنتجات الزراعية تكون معاملة بالهرمونات.
والأهم هو أن يكون لدى المزارع رادع إنساني يمنعه من وصول هذه الهرمونات المسرطنة إلى المستهلك.
*مركز بحوث حلب الزراعية
بإمكانكم متابعة آخر الاخبار والتطورات على قناتنا في تلغرام
https://t.me/jamaheer…

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار