د.فاطمة مصطفى عبد الرحمن*
تنمو شجرة التين في الأجواء ذات الشتاء الدافئ، أي أنها لا تحتاج إلى شتاء بارد مثل باقي أشجار الفاكهة المتساقطة الأوراق، وفي الصيف يحتاج التين إلى جو ذي رطوبة معتدلة.
التربة المناسبة لشجرة التين:
معظم الأراضي تصلح لزراعة التين، ولكن أفضلها لنموه هي الأراضي الطمية الصفراء، ويعتقد بأن الأراضي الغنية بالجير ضرورية جداً لإنتاج أفخر الأصناف وخصوصا تلك الصالحة للتجفيف. قد تتحمل الشجرة بشكل نسبي الجفاف والملوحة وبعض القلوية ولكن النمو سيكون ضعيفا.
طرائق إكثار التين:
1-العقل:
يتكاثر التين بالعقل الساقية حيث يتم استخدام العقل الناتجة من التقليم أو من المزارع القديمة على أن يراعى اختيارها نظيفة خالية من الأمراض، وتستطيع زرع العقل بشكل أفقي ويكون خشبها قصيرا والبراعم توجه للأعلى.
2-الترقيد:
يستخدم عندما تكون الفروع قريبة من سطح التربة حتى يسهل ثنيها.
3-التكاثر بالسرطانات:
تحضر بمكعبات خاصة للزراعة وتخزن في خنادق في وضع أفقي وتغطى بالتربة أو الرمل وتندى بالماء لحين زراعتها.
الري:
تتحمل العطش والجفاف وقد نجحت زراعته في مناطق قليلة المياه بدرجة كبيرة، ولكن يؤثر ذلك بشكل سلبي على النمو والمحصول، وأهم الفترات التي يجب توفير المياه خلالها هي:
- قبل خروج الأوراق ويكون الري غزير (شهر شباط).
- أثناء فترة التزهير يكون الري خفيف.
- خلال فترة الصيف الري غزير.
- أثناء تكون الثمار يتم ريه مرة كل عشرة أيام في الأراضي الرملية ومرة كل 2-3 أسابيع في الأراضي الطميية.
- يقلل الري خلال نضوج الثمار (كثرة الري خلال هذه الفترة يسبب تشقق الثمار).
- بعد قطف الثمار يقلل الري قدر الإمكان.
أسباب تساقط ثمار التين والعلاج:
ظاهرة تساقط الثمار هي أحد أخطر الظواهر التي يتعرض لها محصول التين وتسبب له مشكلات متعددة، لذا يجب مكافحتها.
تحدث هذه الظاهرة في فترتين، وتبدأ الفترة الأولى وهي الأساسية، في بداية مرحلة نمو البراعم الثمرية حيث يكون قطر الثمار حوالي 10ملم ويطلق عليها “النابول” أو “الدافور”، أما الفترة الثانية فتكون في نصف عمر الثمار وقبل أسبوعين من النضج الكامل.
إن ظاهرة تساقط الثمار تحدث في أشجار الفاكهة عامة، وفي التين بشكل خاص، حيث تنتج ثمارها بدون تلقيح ويعود السبب الرئيسي لذلك إلى اختلال التوازن الهرموني في الشجرة والثمار، مؤكدًا أن للهرمونات النباتية دور كبير في عملية العقد ونمو الثمار.
ويرجع سبب سقوط الثمار لعدة عوامل، منها بداية نمو التين في مرحلة تكون فيها الشجرة في أوج نموها الخضري، مما يخلق تنافسا بين المجموع الخضري (الأوراق) والثمار على الماء والمواد المغذية الأخرى، وبما أن التين العادي يقتصر على ثمار أنثوية، فلا تتم عملية التلقيح، بعكس الأصناف التي تحتوي ثمارها على أزهار ذكرية وأنثوية، حيث يكون المحتوى الهرموني للثمار وبالأخص هرمون الأوكسين قليل نسبيا مما يجعلها ضعيفة في التنافس مع النموات الخضرية التي تنتج هرمونات بكمية أكبر، وهذا يؤدي إلى سقوط الثمار لعدم قدرتها على توجيه الماء والغذاء نحوها، والتي هي إحدى وظائف الأوكسين.
إن نمو ثمار التين في فترة تكون فيها درجات الحرارة الليليّة منخفضة نوعا ما، هو احد العوامل التي تؤدي إلى تساقط الثمار، ومما يساعد في تساقط الثمار أيضًا، الهرمونات التي لا تنتج في درجات حرارة منخفضة.
ولتفادي هذه الظاهرة، ينصح باستعمال هرمونات كالأوكسينات والجبريليين والسيتوكاينين، فاستعمال الجبريليين المتوفر في السوق بشكل أقراص باسم بيرلكس بتركيز02ppm قرصين لكل 100 لتر ماء عندما يتراوح قطر الثمار بين 10-15 ملم، يعطى نتائج ممتازة في منع تساقط الثما، خاصة تلك التي تكون في الدفعة الأولى من التساقط، كما أن الرش بالجبريليين يعيق تطور النموات الخضرية الجانبية لمدة قصيرة، ويؤثر أيضًا على زيادة طول الثمرة، خاصة العنق، وله تأثير في زيادة حجم الثمار في المراحل المتأخرة من النمو، وكذلك على زيادة الوزن النوعي للثمار.
التقليم الصحيح للأشجار، مؤكدًا أنه يخفف من التساقط، بحيث تكون الأشجار قليلة الارتفاع، وعند القيام بعملية التقليم يراعى ضبط كمية وطبائع الحمل.
إن تساقط ثمار التين يحدث أحيانًا بسبب انتشار ذبابة التين، موضحًا أن الذبابة تضع بيضها داخل الثمرة، وبعد أن تفقس تتغذى اليرقات عليها مما يسبب سقوط الثمار على الأرض، والثمار الناضجة عند إصابتها تتعفن وهي على الأشجار، وللحشرة قوة تدمير عالية جدًا، إذ بإستطاعتها التنقل لعدة كيلومترات، وتكاثرها كبير وسريع، كما أن اليرقات محمية داخل الثمار، وإذا لم يتم معالجتها من البداية، أي يكون الرش وقائي، يمكن أن تصل الإصابة إلى 100%، ويمكن ملاحظة الثقوب في الثمار المصابة المتساقطة على الأرض، وعند فتح الثمرة المصابة نلاحظ وجود اليرقات داخل الثمار المتعفنة وخاصة يرقات ذبابة الفاكهة.
يجب رش التين في فترة الشتاء بعد تساقط الأوراق .
====
*مركز بحوث حلب الزراعية.