هويتنا السلوية الضائعة!

الجماهير || محمود جنيد

خسارة منتخبنا الوطني لكرة السلة أمام نظيره الياباني ( ونظيره هنا يعني زلمة لزلمة)، بفارق دبل سكور، تشخص أمامها الأبصار التي نظرت إلى هزيمة قبلها في الجولة الأولى لنفس البطولة أمام المنتخب الإيراني بفارق ١٣ نقطة مع أحد أسوأ نسخه على أنها ( دح ونح)، خاصة وأن فريق إيران وضمن النافذة الثالثة لتصفيات كأس العالم كان قد لطشنا بفارق ٣٥ نقطة على أرضنا وبين جمهورنا الذي طالته الملامة حينها.!

الهزيمة النكراء أمام اليابان نراها مقياسية، وتوجب الوقوف عندها مطولا، لنرى أين نحن وأين هم أولئك المتطورون، على أمل ألا “تنقرف” رقبة سلتنا لأنها تتطلع لفوق كثيرا، ولبنان عند مضاربنا وحالها أسوأ من حالنا، وقبل مدة وجيزة هُزمنا من البحرين وهو أحد المنتخبات الأقران التي تفوقت علينا بمجموعة تشارك ثمانية لاعبين من الشبان الصاعدين كما قال لنا كابتن الفريق.!

هناك من يعمل ويجتهد وله في ذلك أجر، رغم أنه فشل بأبسط الأمور الإدارية ومنها إلحاق مجنسه “المأركلجي”  الذي تخلف عن رحلة الطيران، كما تخلى عن المدرب المحلي الذي من المفروض تواجده في المحافل القارية والدولية لينال الثقة ويستفيد من التجربة …وووو!!

من الطبيعي أن تنهال الانتقادات بعد خسارة قد تكون غير مسبوقة بتاريخ منتخباتنا في البطولات الآسيوية، وعلى القائمين على سلتنا أن يتفهموا ردود الأفعال الغاضبة من الجميع، وينتقوا الآراء الأكثر موضوعية، بما يصب في صالح تطور سلتنا ولو بعد حين، وخلال تلك المدة الزمنية التي تحتاجها خطة العمل الاستراتيجي، نكون  قد بحثنا عن هويتنا الضائعة في أعماق المحيط، وقومنا احترافنا المنحرف، و أقنعنا لاعبينا المحليين بالإقلاع عن عادة السهر وشرب الأراكيل، ونجحنا بالتعاقد مع أحد ارتكازية أو صناع ألعاب الـ NBA، بتمثيل منتخبنا ليرى الجميع الوجه الحقيقي لسلتنا التي تحاول الخروج من القمقم بعد الأزمة،  وتلمس طريق التطور الحافل بالمطبات والعراقيل والسقطات!

هذا هو واقعنا الفني؛ نعم هو كذلك ولم العجب، لكن إلى متى سنبقى واقفين عند حدودنا؟، وهل سيسعفنا وجود اللاعبين الأجانب في دورينا بما سيكرسه من طابقية بين من يملك القدرة المالية ومن يعجز عن تغطية مستحقات لاعبيه المحليين من الأندية، لقطع أشواط نحو التطور، واقتلاع أشواك التخلف.

لا نريد أن نضع كل البيض الفاسد  في سلة قيادة اللعبة الحالية وحدها، وبالمقابل يجدر بمن يتولى القيادة أن يتحمل المسؤولية والعواقب، بعيدا عن الذرائع الواهية التي تبرر جنوحنا نحو الهاوية ..!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار