الجماهير – أسماء خيرو
أوضح العقيد المتقاعد محمد حميدي من رابطة المحاربين القدماء أن معركة ميسلون تجسد المعنى الحقيقي لانتصار الكرامة وأن الشهيد البطل يوسف العظمة كان أمثولة رائعة للتفاني والتضحية والفداء ومازال منارة يهتدي بها كل طامح لإعلاء شأن وطنه والحفاظ على كيانه عزيزا مشيرا إلى أنه منذ الأزل كانت سورية الأم تحتفي بأبنائها الأبطال وفي ظل الأجواء المضطربة التي كانت تمر بها دمشق وصلت الأخبار بتقدم الجيش الفرنسي، بقيادة غورو في /5 ذي القعدة 1338 / 21 يوليو 1920م / نحو دمشق بعد انسحاب الجيش العربي، مُحتجاً بأن البرقية التي أرسلها فيصل بقبوله الإنذار لم تصل بسبب انقطاع أسلاك البرق ، وإزاء هذه الأحداث ،وافق الملك فيصل على وقف تسريح الجيش، وأعيدت القوات المنسحبة إلى مراكز جديدة مقابل الجيش الفرنسي، وأرسل إلى غورو يطلب منه أن يوقف جيشه حتى يرسل له مندوباً للتفاهم معه حقناً للدماء، لكن هذه المحاولة فشلت في إقناع الجنرال المغرور الذي قدم شروطاً جديدة تمتهن الكرامة العربية والشرف الوطني حتى يبقى الجيش الفرنسي في مكانه دون تقدم، وكان من بين هذه الشروط تسليم الجنود المسرّحين أسلحتهم إلى المستودعات، وينزع السلاح من الأهالي.
رفضت الوزارة شروط غورو الجديدة، وتقدم يوسف العظمة لقيادة الجيش السوري دفاعاً عن الوطن، في الوقت الذي زحف فيه الجيش الفرنسي نحو خان ميسلون بحجة توفر الماء في المنطقة، وارتباطها بالسكك الحديدية بطريق صالح للعجلات، وأصبح على قرب 25 كم من دمشق ..
وفي هذه الأثناء كانت المظاهرات لا تزال تملأ دمشق تنادي بإعلان الجهاد ضد الفرنسيين، وأصدر فيصل منشورا يحض الناس على الدفاع بعد أن فشلت كل المحاولات لإقناع الفرنسي عن التوقف بجيشه.
حينها خرج يوسف العظمة بحوالي 4000 جندي يتبعهم مثلهم أو أقل قليلاً من المتطوعين إلى ميسلون، ولم تضم قواته دبابات أو طائرات أو تجهيزات ثقيلة، واشتبك مع القوات الفرنسية في صباح يوم (8 ذي القعدة 1338 هـ/24 يوليو 1920م) في معركة غير مُتكافئة، دامت ساعات، اشتركت فيها الطائرات الفرنسية والدبابات والمدافع الثقيلة ..
وعلى الرغم من ذلك فقد استبسل المجاهدون في الدفاع واستشهد العظمة في معركة الكرامة التي كانت نتيجتها متوقعة خاضها دفاعاً عن شرفه العسكري وشرف بلاده ، ليسطر برفقة المجاهدين أروع الملاحم البطولية .
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام