الجماهير || عتاب ضويحي
أمام الألواح الخشبية المتراصة بشكل متواز ومتوازن وبين الخيوط الصوفية والدف والمقص، يمضي الحرفي إسماعيل الخصيم البالغ من العمر 60 عاماً معظم ساعات يومه بشغف كبير دون كلل أو ملل مع نوله اليدوي البسيط، يبدع على أوتاره أجمل أشكال البسط والسجاد، فمهنته كما وصفها في حديث له مع “الجماهير” الدم الذي يجري في عروقه وكل قطرة من دمه لو تم تحليلها لباحت بحبه الكبير لمهنة ورثها وعشقها وتعلمها بإتقان منذ كان في التاسعة من عمره.
وأوضح الخصيم أن العمل مع آلة النول مريح وكلفته عادية فكل ما تحتاجه قطع خشبية وخيوط صوفية، تعرفان بالسدى واللحمة تتعاشقان مع بعضهما البعض لتكوين المنسوج، مشيراً إلى أنه يزاول مهنته لكسب عيشه أولاً وللحفاظ عليها من الاندثار ثانياً ، رغم استمرار الطلب عليها لاسيما في شهر رمضان المبارك فلابد من اقتناء وتزيين الغرف ولو بقطعة واحدة من منتجات النول الشرقي، فهي باتت رمزاً أكثر من كونها قطعة للتزيين أو الديكور.
وتشمل المنسوجات البسط، مجالس المد العربي، وأغراض الزينة المختلفة، أما أهم النقشات والرسومات “شامية، حموية، وشوانية وبركلية” حسب ما أوضح الخصيم، ولكل بيئة رسمة معينة، ومن الممكن دمج نموذجين معاً، وفي حال تقليد الرسمة فإنه يلجأ لإضافة بعض التغييرات حتى لاتتكرر، مضيفاً أنه يواكب التطور في المهنة فأدخل عليها ألوان عصرية مطلوبة ك”الفضي، البنفسجي، والزهري، الأزرق، الكحلي والبيج “خارجاً عن الألوان المتعارف عليها “الأحمر والأسود”.
ولحبه الشديد لمهنته يعطي العم خصيم دورات مجانية لمن يرغب بتعلمها، نظراً لسهولتها، كما أن النول سهل الحمل والفك والتركيب ولايشغل مساحة في المنزل، مؤكداً على أنه من يعشق هذه المهنة سيتميز فيها ويبدع، ولا يدخر جهداً في إبراز وإظهار جمال العمل على النول من خلال مشاركته هو وأولاده في المعارض والمهرجانات في المحافظة وخارجها.
وينهي حديثه بالاطمئنان على مستقبل مهنة النول فهي مازالت بخير كما يراها، طالما هناك من يسعى للحفاظ على تراثه.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام