الجماهير || أسماء خيرو ..
بعد أن تفاءل المواطن خيرا بأن مولدات الأمبير دخلت في مرحلة الاحتضار ولفظ الأنفاس الأخيرة.؟؟ إلا أن الواقع يقول غير ذلك، والمسألة باتت أكثر تعقيدا من ذي قبل ، وتردد المواطن في اتخاذ القرار النهائي بإلغاء الاشتراك ، في ظل حالة عدم استقرار الكهرباء النظامية وارتباط ذلك بحالة عدم استقرار البلاد اقتصادياً في ظل استمرار الحصار الخانق على موار الطاقة .
وهناك من يتوقع انتهاء العمر الافتراضي المتبقي لمولدات الأمبير غاية نهاية العام الحالي .. وخاصة بعد ورود مراكز التحويل و تشغيل العنفة الخامسة في المحطة الحرارية واستمرار العمل في تأهيل العنفة الأولى والذي بلغت نسبة إنجاز الأعمال فيها أكثر من 50 بالمئة ورصد الاعتمادات اللازمة لتأهيل بقية العنفات ، وبشائر توسيع تغذية الأحياء الشعبية.
على ضوء ذلك كان لابد ” للجماهير ” من رصد ما آل إليه حال الأمبيرات في مدينة حلب ؟
* ماعجبك شيل القاطع
لم يكن خافيا على أحد بأن اللغة المتداولة قبل تشغيل العنفة الخامسة وانحسار حقبة التقنين الجائر من الأحياء المخدمة بالكهرباء كانت ( ماعجبك شيل القاطع ) فهل مازال يتكلم بها أصحاب الأمبيرات ؟
وبسؤال فراس القاطن في حي حلب الجديدة أكد بأن الحال لم يتغير حيث أنه دفع ١٧ ألف ليرة سورية ثمن أمبير واحد بالرغم من تحسن وضع الكهرباء متسائلا من يعوض جيب مواطن من ذوي الدخل المحدود ؟.
ومواطن آخر من حي الميسر بين أن صاحب الأمبير رفع الاشتراك من 15 الف الى 17 الف ليرة أمس الجمعة مقابل 6 ساعات تشغيل .
في حين قال المواطن “حمزة صلاحو” القاطن في حي صلاح الدين: بأن الوضع مازال كما هو لم يتغير قيد أنملة ، فأصحاب المولدات تشبثوا بساعات التشغيل، ولم يخفضوا الأسعار أو يعوضوا الساعات في حال تعطلت المولدة أو وجود التيار الكهربائي، بينما المواطن “أحمد ملقي” عضو لجنة الحي في تجميل المشارقة دفع 13 ألف ليرة سورية مقابل 10ساعات تشغيل كان يشعر بقليل من الرضى الممزوج بالغصة كون صاحب المولدة كان رحيماً -على حد وصفه- وخفض له سعر الأمبير بسبب تحسن الكهرباء.
في حي الحمدانية الصورة لم تختلف كثيرا حيث لفت الشاب مصباح إلى أنه دفع 25 ألف ليرة سورية بالرغم من تحسن التغذية الكهربائية، وكذلك في حي الميرديان حيث أوضح نضال الجاسم بأنه دفع ٢٠ألف ثمن الأمبير الواحد ، مبينا بأن متلازمة “ماعجبك شيل القاطع” مازالت متفشية بين أصحاب الأمبيرات وسيفا مسلطا على رقبة المواطن ..
* تجارة مسك اليد .
بالانتقال إلى الأحياء الشعبية غير المخدمة بالكهرباء ، ففي حي السكري كنموذج أطلق المواطنون على أصحاب الأمبيرات “تجار مسك الناس من اليد التي توجعهم” ومنهم كان المتقاعد “أحمد قرعوش” الذي يضطر لدفع معظم راتبه التقاعدي لأصحاب الأمبير كون الحي لا يصل إليه التيار الكهربائي نهائيا .
الشاب “محمد” بين بأنه لا يستفيد من الأمبيرات فالطعام عنده يفسد بشكل دائم، وفي كثير من الأحيان يضطر لشراء ألواح البوظ من أجل شرب مياه باردة كون الثلاجة لا تعمل بالشكل المطلوب، بالرغم من اشتراكه بأمبيرين ويدفع 29 ألف ليرة سورية في الأسبوع، فصاحب المولدة يتلاعب بسعة الأمبير الفعلي.
أما أصحاب المحال التجارية في الأسواق المحلية، لفت “مازن زغل” مالك محل ألبان وأجبان في ساحة الخضرة بحي السكري إلى أن مشكلة الأمبيرات في حيهم أرهقت الجيوب والنفوس، حيث يدفع 28 ألف ليرة سورية ثمن الأمبير الواحد ومحله بحاجة إلى 10 أمبير أسبوعيا أي أنه يتكلف بالمبالغ الطائلة أسبوعيا مقابل تشغيل 6 ساعات يومياً وأن الحجة الوحيدة لدى أصحاب الأمبيرات غلاء المحروقات وشراؤها من السوق السوداء، في حين اكتفى “أبوعلي” مالك محل لصناعة اللحم بعجين في شارع الاتحاد بإغلاق محله وإيقاف الآلات كونه أصبح غير قادر على دفع نفقات محله الذي يحتاج إلى 30 أمبير في الأسبوع والأمبير ب 20 ألف ليرة سورية .
واشتكى وليد من تشكل غمامة سوداء فوق بناءه نتيجة انطلاق دخان المولدة الخانق فالمنزل على حد قوله تحول لونه إلى الأسود نتيجة ” الشحار” ناهيك عن الضجيج المزعج والمعاملة السيئة من بعض أصحاب المولدات، موضحا أنه يدفع 13 ألف ليرة سورية ثمن الأمبير الواحد، واستبشر أهالي الحي بخبر وصول المحولات الكهربائية مطالبين الجهات المعنية بكف يد أصحاب الأمبيرات والزامهم بتخفيض الأسعار إلى حين تمديد الكابلات وتغذية الحي بالكهرباء أسوة بالأحياء القريبة من منطقتهم فالوضع فاق حد التحمل والمواطن ” مكرها أخاك لا بطل “.
*رأي أصحاب المولدات
ومن تجميل المشارقة في حلب أوضح كل من ” م خ ” و ” ص ج ” صاحبا مولدتان في الحي بأنهما لايمكن لهما تخفيض سعر الأمبير كونه مرهون بغلاء المحروقات في السوق السوداء حيث يقومان بتأمين وشراء المحروقات منها بأسعار مرتفعة جدا تتراوح ما بين 5 و 6 آلاف ليرة سورية وأن ساعة الأمبير يحددها استهلاك المحروقات، وصيانة الأعطال، والنفقات المالية.
وتابعا بالقول: بأنهما يحسبان ساعة الأمبير للمواطن بين 200 إلى 250 ليرة للمشترك، وأن ساعات التشغيل تختلف ما بين منزلي وصناعي حيث تتراوح بين 7 – 12 ساعة في اليوم، وأن عدد المشتركين يتراوح بين 300 إلى 500 مشترك، والمولدة تحتاج في الأسبوع بين / 1000 إلى 1500/ ليتر من المازوت أو الزيت المستعمل، وأنهما منذ ثلاث سنوات قاما بتفعيل نظام العداد الشبيه بعداد الكهرباء حيث يدفع المشترك ثمن الكيلو واط 2500 ليرة سورية.
وأضافا بأن أرباح المولدة لا تتعدى الـ 10 % وليس كما يشاع عنهم بأن الأرباح فلكية لأنهما يقومان بدفع الكثير من النفقات المالية التي تتوزع ما بين صيانة الأعطال، وأجور عمال، وضريبة إشغال رصيف كل ثلاثة أشهر تتراوح ما بين 40 و 140 ألف ليرة سورية تبعا لمساحة إشغال الرصيف فضلاَ عن الدفع للمالية والبلدية، وشراء المحروقات من السوق السوداء بأسعار مرتفعة .
- 700 مليون ليرة معدل شهري عائد المولدة الواحدة
مختار حي السكري “نضال الجاسم” بين بأن حي السكري يقطن فيه 15 ألف عائلة غالبيتهم عمال وموظفين وفقراء ومعظمهم لديهم اشتراكات في الأمبير وبعملية حسابية بسيطة أجراها المختار تبين وجود 20 مولدة في الحي وأن أقل مولدة تغذي 500 أمبير، وإذا ضربنا 500 اشتراك في 20 مولدة يكون لدينا 10 آلاف أمبير وإذا ضربناها بمبلغ 17 ألف وسطياً للأمبير الواحد ينتج لدينا 170 مليون ليرة في الأسبوع أي ما يقارب الـ 700 مليون ليرة سورية في الشهر وبذلك فإن حي السكري فقط يدفع شهريا 700مليون ليرة سورية لمالكي المولدات وعليه أليس من الأفضل أن تقوم الجهات المعنية بأخذ هذه المبالغ من المواطنين وتوظيفها في تشغيل كامل المحطة الحرارية وتحسين واقع الكهرباء .
* ضبوط بالجملة.
الرقابة وضعها المواطن في ميزان الثقة كون ما يميز أصحاب المولدات عدم التزامهم بقانون التسعير بحجة غلاء المحروقات بالرغم من تحسن الواقع الكهربائي في الأحياء المغذاة فيما أشار مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك “أحمد سنكري طرابيشي” في تصريح لـ “الجماهير” إلى أن المديرية تقوم بتلقي الشكاوي من جميع المواطنين وتقوم بتنظيم الضبوط التموينية بحق أصحاب المولدات المخالفين تشمل (عدم إعلان عن الأسعار، وعدم إعطاء إيصالات، تقاضي أجر زائد، والامتناع عن تأدية خدمة) مضيفاً أن عدد مولدات الأمبير المرخصة في مدينة حلب يبلغ / 1200/ مولدة، وأن قرار السيد المحافظ رقم /345 لعام 2021/ الذي حدد سعر تشغيل الأمبير للساعة الواحدة 125 ليرة سورية، وتقوم الدوريات الموزعة على قطاعات محافظة حلب بمتابعة مولدات الأمبير ومتابعة الشكاوي عن طريق الاتصال على الرقم/ 119/ أو بالتصريح الخطي و يتم تنظيم الضبط التمويني اللازم وفي حال كانت المخالفة تتعلق بتقاضي أجر زائد يتم تنظيم الضبط وإحالة الضبط للقضاء وعقوبته الحبس لمدة عام وغرامة مالية تصل إلى مليون ليرة سورية وذلك وفق ما نصت عليه المادة 45 من المرسوم التشريعي رقم /8/ لعام 2021.
* تحسن بيئي
وحول تأثير الأمبيرات على البيئة وتحسن الأثر البيئي مع تحسن واقع الكهرباء ، أكدت المهندسة “خلود عويد” مديرة البيئة في حلب بأن الاحتراق غير الكامل للوقود مع ضعف صيانة حجرات الاحتراق يؤدي لانطلاق أكاسيد الكربون والآزوت والكبريت التي تؤثر على صحة الإنسان والنبات وكل الكائنات الحية مسببة أمراض في غالبها تنفسية وصدرية بالإضافة لتشويه أماكن تواجد مولدات الأمبير نتيجة انطلاق الشحار، مشيرة إلى أن هذه الآثار تختفي بمجرد تحسن واقع الكهرباء ، وبأنه تم القيام بجولات تفتيشية على العديد من مولدات الأمبير برفقة مجلس مدينة حلب للوقوف على المخالفات البيئية والقانونية لهذه المولدات حيث كانت نتيجة الكشف الحسي وأخذ قياسات للغازات الملوثة والضجيج ، وتم توجيه إنذارات بيئية لأصحاب المولدات للتقيد بمجموعة من الشروط البيئية .